الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين

                                                                                                                                                                                                                                      15 - فاعبدوا ما شئتم من دونه ؛ وهذا أمر تهديد؛ وقيل له : إن خالفت دين آبائك فقد خسرت؛ فنزلت: قل إن الخاسرين ؛ أي: الكاملين في الخسران؛ الجامعين لوجوهه؛ وأسبابه؛ الذين خسروا أنفسهم ؛ بإهلاكها في النار؛ وأهليهم ؛ أي: وخسروا أهليهم؛ يوم القيامة ؛ لأنهم أضلوهم؛ فصاروا إلى النار؛ ولقد وصف خسرانهم بغاية الفظاعة في قوله: ألا ذلك هو الخسران المبين ؛ حيث صدر [ ص: 174 ] الجملة بحرف التنبيه؛ ووسط الفصل بين المبتدإ والخبر؛ وعرف الخسران؛ ونعته بـ "المبين"؛ وذلك لأنهم استبدلوا بالجنة نارا؛ وبالدرجات دركات .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية