الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المكتبة الإسلامية

الرئيسية
المكتبة الإسلامية

تفسير النسفي

النسفي - عبد الله بن أحمد بن محمود النسفي

صفحة

جزء

والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد

17 - والذين اجتنبوا الطاغوت ؛ الشياطين؛ "فعلوت"؛ من "الطغيان"؛ كـ "الملكوت"؛ و"الرحموت"؛ إلا أن فيها قلبا بتقديم اللام على العين؛ أطلقت على الشيطان؛ أو الشياطين؛ لكون "الطاغوت"؛ مصدرا؛ وفيها مبالغات؛ وهي التسمية بالمصدر؛ كأن عين الشيطان طغيان؛ وأن البناء بناء مبالغة؛ فإن "الرحموت"؛ الرحمة الواسعة؛ و"الملكوت"؛ الملك المبسوط؛ والقلب وهو للاختصاص؛ إذ لا تطلق على غير الشيطان؛ والمراد بها ههنا الجمع؛ وقرئ: "الطواغيت"؛ أن يعبدوها ؛ بدل الاشتمال من "الطاغوت"؛ أي: عبادتها؛ وأنابوا ؛ رجعوا؛ إلى الله لهم البشرى ؛ هي البشارة بالثواب؛ تتلقاهم الملائكة عند حضور الموت مبشرين؛ وحين يحشرون؛ فبشر عباد

وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ

17 - وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ ؛ اَلشَّيَاطِينَ؛ "فَعْلُوتٌ"؛ مِنْ "اَلطُّغْيَانُ"؛ كَـ "اَلْمَلَكُوتُ"؛ وَ"اَلرَّحَمُوتُ"؛ إِلَّا أَنَّ فِيهَا قَلْبًا بِتَقْدِيمِ اللَّامِ عَلَى الْعَيْنِ؛ أُطْلِقَتْ عَلَى الشَّيْطَانِ؛ أَوِ الشَّيَاطِينِ؛ لِكَوْنِ "اَلطَّاغُوتُ"؛ مَصْدَرًا؛ وَفِيهَا مُبَالَغَاتٌ؛ وَهِيَ التَّسْمِيَةُ بِالْمَصْدَرِ؛ كَأَنَّ عَيْنَ الشَّيْطَانِ طُغْيَانٌ؛ وَأَنَّ الْبِنَاءَ بِنَاءُ مُبَالَغَةٍ؛ فَإِنَّ "اَلرَّحَمُوتُ"؛ اَلرَّحْمَةُ الْوَاسِعَةُ؛ وَ"اَلْمَلَكُوتُ"؛ الْمُلْكُ الْمَبْسُوطُ؛ وَالْقَلْبُ وَهُوَ لِلِاخْتِصَاصِ؛ إِذْ لَا تُطْلَقُ عَلَى غَيْرِ الشَّيْطَانِ؛ وَالْمُرَادُ بِهَا هَهُنَا الْجَمْعُ؛ وَقُرِئَ: "اَلطَّوَاغِيتَ"؛ أَنْ يَعْبُدُوهَا ؛ بَدَلُ الِاشْتِمَالِ مِنْ "اَلطَّاغُوتَ"؛ أَيْ: عِبَادَتَهَا؛ وَأَنَابُوا ؛ رَجَعُوا؛ إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى ؛ هِيَ الْبِشَارَةُ بِالثَّوَابِ؛ تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ حُضُورِ الْمَوْتِ مُبَشِّرِينَ؛ وَحِينَ يُحْشَرُونَ؛ فَبَشِّرْ عِبَادِ

التالي السابق

الخدمات العلمية

تفسير الآية ترجمة علم عناوين الشجرة تخريج حديث