الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون

                                                                                                                                                                                                                                      45 - واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون ؛ ليس المراد بسؤال الرسل حقيقة السؤال؛ ولكنه مجاز عن النظر في أديانهم؛ والفحص عن مللهم؛ هل جاءت عبادة الأوثان قط في ملة من ملل الأنبياء؟ وكفاه نظرا وفحصا نظره في كتاب الله؛ المعجز المصدق لما بين يديه؛ وإخبار الله فيه بأنهم ويعبدون من دون الله ما لم ينـزل به سلطانا ؛ وهذه الآية [ ص: 275 ] في نفسها كافية؛ لا حاجة إلى غيرها؛ وقيل: إنه - صلى الله عليه وسلم - جمع له الأنبياء ليلة الإسراء؛ فأمهم؛ وقيل له: سلهم؛ فلم يشكك؛ ولم يسأل؛ وقيل: معناه: "سل أمم من أرسلنا؛ وهم أهل الكتابين؛ أي: التوراة؛ والإنجيل؛ وإنما يخبرونه عن كتب الرسل؛ فإذا سألهم فكأنه سأل الأنبياء؛ ومعنى هذا السؤال التقرير لعبدة الأوثان أنهم على الباطل؛ "وسل"؛ بلا همزة؛ "مكي وعلي"؛ "رسلنا"؛ "أبو عمرو"؛ ثم سلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - بقوله:

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية