الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      أم يقولون افتراه قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا هو أعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيدا بيني وبينكم وهو الغفور الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                      8 - أم يقولون افتراه ؛ إضراب عن ذكر تسميتهم الآيات سحرا؛ إلى ذكر قولهم: إن محمدا - صلى الله عليه وسلم - افتراه؛ أي: اختلقه؛ وأضافه إلى الله كذبا؛ والضمير [ ص: 309 ] لـ "الحق"؛ والمراد به الآيات؛ قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا ؛ أي: إن افتريته على سبيل الفرض؛ عاجلني الله بعقوبة الافتراء عليه؛ فلا تقدرون على كفه عن معالجتي؛ ولا تطيقون دفع شيء من عقابه؛ فكيف أفتريه وأتعرض لعقابه؟! هو أعلم بما تفيضون فيه ؛ أي: تندفعون فيه؛ من القدح في وحي الله؛ والطعن في آياته؛ وتسميته سحرا تارة؛ وفرية أخرى؛ كفى به شهيدا بيني وبينكم ؛ يشهد لي بالصدق؛ والبلاغ؛ ويشهد عليكم بالجحود؛ والإنكار؛ ومعنى ذكر العلم والشهادة: وعيد بجزاء إفاضتهم؛ وهو الغفور الرحيم ؛ موعدة بالغفران؛ والرحمة؛ إن تابوا عن الكفر؛ وآمنوا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية