الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما

                                                                                                                                                                                                                                      10 - إن الذين يبايعونك ؛ أي: بيعة الرضوان؛ ولما قال: إنما يبايعون الله ؛ أكده تأكيدا على طريقة التخييل؛ فقال يد الله فوق أيديهم ؛ يريد أن يد [ ص: 336 ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ التي تعلو أيدي المبايعين؛ هي يد الله؛ والله منزه عن الجوارح؛ وعن صفات الأجسام؛ وإنما المعنى تقرير أن عقد الميثاق مع الرسول كعقده مع الله؛ من غير تفاوت بينهما؛ كقوله: من يطع الرسول فقد أطاع الله ؛ و"إنما يبايعون الله"؛ خبر "إن"؛ فمن نكث ؛ نقض العهد؛ ولم يف بالبيعة؛ فإنما ينكث على نفسه ؛ فلا يعود ضرر نكثه إلا عليه؛ قال جابر بن عبد الله: بايعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت الشجرة؛ على الموت؛ وعلى ألا نفر؛ فما نكث أحد منا البيعة إلا جد بن قيس؛ وكان منافقا؛ اختبأ تحت بطن بعيره؛ ولم يسر مع القوم؛ ومن أوفى بما عاهد ؛ يقال: "وفيت بالعهد"؛ و"أوفيت به"؛ ومنه قوله: أوفوا بالعقود والموفون بعهدهم عليه الله "حفص"؛ فسيؤتيه ؛ وبالنون "حجازي وشامي"؛ أجرا عظيما ؛ الجنة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية