الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم قل فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضرا أو أراد بكم نفعا بل كان الله بما تعملون خبيرا

                                                                                                                                                                                                                                      11 - سيقول لك ؛ إذا رجعت من الحديبية؛ المخلفون من الأعراب ؛ هم الذين خلفوا عن الحديبية؛ وهم أعراب غفار؛ ومزينة؛ وجهينة؛ وأسلم؛ وأشجع والديل؛ وذلك أنه - صلى الله عليه وسلم - حين أراد السير إلى مكة عام الحديبية معتمرا؛ استنفر من حول المدينة من الأعراب؛ وأهل البوادي؛ ليخرجوا معه؛ حذرا من قريش أن يعرضوا له بحرب؛ أو يصدوه عن البيت؛ وأحرم هو - صلى الله عليه وسلم -؛ وساق معه الهدي؛ ليعلم أنه لا يريد حربا؛ فتثاقل كثير من الأعراب؛ وقالوا: يذهب إلى قوم غزوه في عقر داره بالمدينة؛ وقتلوا أصحابه؛ فيقاتلهم؛ وظنوا أنه يهلك؛ فلا ينقلب إلى المدينة؛ شغلتنا أموالنا وأهلونا ؛ هي جمع "أهل"؛ اعتلوا بالشغل بأهاليهم؛ وأموالهم؛ وأنه ليس لهم من يقوم بأشغالهم؛ فاستغفر لنا ؛ ليغفر لنا الله تخلفنا عنك؛ يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ؛ تكذيب لهم في اعتذارهم؛ وأن الذي خلفهم ليس ما يقولون؛ وإنما هو الشك في الله؛ والنفاق؛ [ ص: 337 ] فطلبهم الاستغفار أيضا ليس بصادر عن حقيقة؛ قل فمن يملك لكم من الله شيئا ؛ فمن يمنعكم من مشيئة الله وقضائه؛ إن أراد بكم ضرا ؛ ما يضركم؛ من قتل؛ أو هزيمة؛ "ضرا"؛ "حمزة وعلي"؛ أو أراد بكم نفعا ؛ من غنيمة وظفر؛ بل كان الله بما تعملون خبيرا

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية