الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما

                                                                                                                                                                                                                                      16 - قل للمخلفين من الأعراب ؛ هم الذين تخلفوا عن الحديبية؛ ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد ؛ يعني بني حنيفة؛ قوم مسيلمة؛ وأهل الردة؛ الذين حاربهم أبو بكر - رضي الله عنه -؛ لأن مشركي العرب والمرتدين هم الذين لا يقبل منهم إلا الإسلام؛ أو السيف؛ وقيل: هم فارس؛ وقد دعاهم عمر - رضي الله عنه -؛ تقاتلونهم أو يسلمون ؛ أي: يكون أحد الأمرين؛ إما المقاتلة؛ أو الإسلام؛ ومعنى "يسلمون"؛ على هذا التأويل: "ينقادون"؛ لأن فارس مجوس؛ تقبل منهم الجزية؛ وفي الآية دلالة صحة خلاف الشيخين؛ حيث وعدهم الثواب على طاعة الداعي عند دعوته؛ بقوله فإن تطيعوا ؛ من دعاكم إلى قتاله؛ يؤتكم الله أجرا حسنا ؛ فوجب أن يكون الداعي مفترض الطاعة؛ وإن تتولوا كما توليتم من قبل ؛ أي: عن الحديبية؛ يعذبكم عذابا أليما ؛ في الآخرة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية