الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              [ ص: 387 ] الآية الموفية عشرين قوله تعالى : { يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون } قد تقدم بيانها في قوله تعالى : { لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين } فيها مسألتان :

                                                                                                                                                                                                              المسألة الأولى : لا خلاف بين علمائنا أن المراد به النهي عن مصاحبة الكفار من أهل الكتاب ، حتى نهى عن التشبه بهم . قال أنس : قال النبي صلى الله عليه وسلم : { لا تستضيئوا بنار أهل الشرك ، ولا تنقشوا في خواتيمكم عربيا } . فلم ندر ما قال حتى جاء الحسن فقال : لا تستضيئوا : لا تشاوروهم في شيء من أموركم . ومعنى لا تنقشوا عربيا : لا تنقشوا : محمد رسول الله . قال الحسن : وتصديق ذلك في كتاب الله تعالى : { يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم } الآية . وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن التشبه بالأعاجم .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية