الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور

                                                                                                                                                                                                                                      13 - يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم ؛ ختم السورة بما بدأ به؛ قيل: هم المشركون؛ قد يئسوا من الآخرة ؛ من ثوابها؛ لأنهم ينكرون البعث؛ [ ص: 473 ] كما يئس الكفار ؛ أي: يئسوا؛ إلا أنه وضع الظاهر موضع الضمير؛ من أصحاب القبور ؛ أن يرجعوا إليهم؛ أو كما يئس أسلافهم الذين هم في القبور من الآخرة؛ أي: هؤلاء كسلفهم؛ وقيل: هم اليهود؛ أي: لا تتولوا قوما مغضوبا عليهم؛ قد يئسوا من أن يكون لهم حظ في الآخرة لعنادهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ وهم يعلمون أنه الرسول؛ في التوراة؛ كما يئس الكفار من موتاهم أن يبعثوا ويرجعوا أحياء؛ وقيل: "من أصحاب القبور"؛ بيان للكفار؛ أي: كما يئس الكفار الذين قبروا من خير الآخرة؛ لأنهم تبينوا قبح حالهم؛ وسوء منقلبهم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية