الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون

                                                                                                                                                                                                                                      4 - يغفر لكم ؛ جواب الأمر؛ من ذنوبكم ؛ للبيان؛ كقوله: فاجتنبوا الرجس من الأوثان ؛ أو للتبعيض؛ لأن ما يكون بينه وبين الخلق يؤاخذ به بعد الإسلام؛ كالقصاص؛ وغيره؛ كذا في شرح التأويلات؛ ويؤخركم إلى أجل [ ص: 542 ] مسمى ؛ وهو وقت موتكم؛ إن أجل الله ؛ أي: الموت؛ إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون ؛ أي: لو كنتم تعلمون ما يحل بكم من الندامة عند انقضاء أجلكم؛ لآمنتم؛ قيل: إن الله (تعالى) قضى مثلا أن قوم نوح إن آمنوا عمرهم ألف سنة؛ وإن لم يؤمنوا أهلكهم على رأس تسعمائة؛ فقيل لهم: آمنوا يؤخركم إلى أجل مسمى؛ أي: تبلغوا ألف سنة؛ ثم أخبر أن الألف إذا جاء لا يؤخر؛ كما يؤخر هذا الوقت؛ وقيل: إنهم كانوا يخافون على أنفسهم الإهلاك من قومهم بإيمانهم؛ وإجابتهم لنوح - عليه السلام -؛ فكأنه - عليه السلام - أمنهم من ذلك؛ ووعدهم أنهم بإيمانهم يبقون إلى الأجل الذي ضرب لهم؛ لو لم يؤمنوا؛ أي: إنكم إن أسلمتم بقيتم إلى أجل مسمى آمنين من عدوكم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية