الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 7711 ) مسألة ; قال : ( ولا يؤكل ما صيد بالكلب الأسود ، إذا كان بهيما ; لأنه شيطان ) البهيم : الذي لا يخالط لونه لون سواه . قال أحمد : الذي ليس فيه بياض . قال ثعلب ، وإبراهيم الحربي : كل لون لم يخالطه لون آخر بهيم . قيل لهما : من كل لون ؟ قالا : نعم . وممن كره صيده الحسن ، والنخعي ، وقتادة ، وإسحاق .

                                                                                                                                            قال أحمد : ما أعرف أحدا يرخص فيه . يعني من السلف . وأباح صيده أبو حنيفة ، ومالك ، والشافعي ; لعموم الآية والخبر والقياس على غيره من الكلاب . ولنا ، أنه كلب يحرم اقتناؤه ، ويجب قتله ، فلم يبح صيده ، كغير المعلم ، ودليل تحريم اقتنائه قول النبي صلى الله عليه وسلم : { فاقتلوا منها كل أسود بهيم } . رواه سعيد ، وغيره .

                                                                                                                                            وروى مسلم ، في " صحيحه " ، بإسناده عن عبد الله بن المغفل ، قال : { أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل الكلاب ، ثم نهى عن قتلها ، فقال : عليكم بالأسود البهيم ، ذي النكتتين ، فإنه شيطان } . فأمر بقتله ، وما وجب قتله حرم [ ص: 298 ] اقتناؤه وتعليمه ، فلم يبح صيده لغير المعلم ، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم سماه شيطانا ، ولا يجوز اقتناء الشيطان ، وإباحة الصيد المقتول رخصة ، فلا تستباح بمحرم كسائر الرخص ، والعمومات مخصوصة بما ذكرناه ، وإن كان فيه نكتتان فوق عينيه ، لم يخرج بذلك عن كونه نهيا ; لما ذكرناه من الخبر .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية