الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              3359 4-باب في الثمر بالتمر

                                                              374 \ 3220 -عن زيد أبي عياش أنه سأل سعد بن أبي وقاص عن البيضاء بالسلت، فقال له سعد أيهما أفضل؟ قال البيضاء فنهاه عن ذلك، وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عن شراء التمر بالرطب؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أينقص الرطب إذا يبس؟ قال: نعم فنهاه عن ذلك

                                                              وأخرجه النسائي وابن ماجه والترمذي ، وقال: حسن صحيح.

                                                              [ ص: 428 ] وقال الخطابي: وقد تكلم بعض الناس في إسناد سعد بن أبي وقاص وقال: زيد أبو عياش راويه ضعيف، ومثل هذا الحديث على أصل الشافعي لا يجوز أن يحتج به. وليس الأمر على ما توهمه. وأبو عياش هذا مولى لبني زهرة معروف. وقد ذكره مالك في "الموطأ"، وهو لا يروي عن رجل متروك الحديث بوجه، وهذا من شأن مالك وعادته معلوم. هذا آخر كلامه.

                                                              وقد حكي عن بعضهم أنه قال: زيد أبو عياش مجهول. وكيف يكون مجهولا وقد روى عنه اثنان ثقتان: عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان، وعمران بن أبي أنس، وهما ممن احتج به مسلم في "صحيحه "، وقد عرفه أئمة هذا الشأن؟! هذا الإمام مالك قد أخرج حديثه في "موطئه " مع شدة تحريه في الرجال ونقده وتتبعه لأحوالهم. والترمذي قد أخرج حديثه وصححه كلما ذكرناه. وصحح حديثه أيضا الحاكم أبو عبد الله النيسابوري.

                                                              وقد ذكره مسلم بن الحجاج في كتاب "الكنى"، وذكر أنه سمع من سعد بن أبي وقاص. وذكره أيضا الحافظ أبو أحمد الكرابيسي في كتاب [ ص: 429 ] "الكنى" وذكر أنه سمع من سعد بن أبي وقاص. وذكره أيضا النسائي في كتاب "الكنى". وما علمت أحدا ضعفه. والله عز وجل أعلم.

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية