الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              5050 [ ص: 47 ] 10 - باب: حفظ المرأة زوجها في ذات يده والنفقة

                                                                                                                                                                                                                              5365 - حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، حدثنا ابن طاوس عن أبيه، وأبو الزناد عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "خير نساء ركبن الإبل نساء قريش -وقال الآخر: صالح نساء قريش- أحناه على ولد في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده". ويذكر عن معاوية وابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. [انظر: 3434 - مسلم: 2527 - فتح: 9 \ 511]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث ابن طاوس عن أبيه، وأبي الزناد عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "خير نساء ركبن الإبل نساء قريش -وقال الآخر: صالح نساء قريش- أحناه على ولد في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده". ويذكر عن معاوية وابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -

                                                                                                                                                                                                                              هذا الحديث سلف في أوائل النكاح من حديث أبي الزناد، وأخرجه مسلم عنهما قال أحدهما: "صالح نساء قريش". وقال الآخر: "نساء قريش أحناه على يتيم في صغره". وفي حديث ابن المسيب عنه، وفي آخره يقول أبو هريرة على إثر ذلك ولم تركب ابنة عمران بعيرا قط والنبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "خير نساء ركبن الإبل" .

                                                                                                                                                                                                                              وذكر صاحب "النجم الثاقب فيما ورد في قريش من المناقب" من [ ص: 48 ] حديث ابن سيرين وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة، وكأن أبا هريرة فهم أن البعير من الإبل فقط، وليس كذلك بل تكون أيضا حمارا قال تعالى: ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم [يوسف: 72] قال ابن خالويه: لم يكن إخوة يوسف ركبانا إلا على أحمرة، لم يكن عندهم إبل تحملهم في أسفارهم وشبهها على الأحمرة. وكذا قال مجاهد: البعير هنا الحمار ، وهي لغة، حكاه الكواشي .

                                                                                                                                                                                                                              ومراد أبي هريرة أن هذا الحديث لا يؤخذ منه أن القريشات أفضل من مريم; لأنها لم تركب بعيرا قط، والشارع قال: "خير نساء ركبن الإبل" ذكره ابن التين.

                                                                                                                                                                                                                              وفي هذا الحديث تفضيل نساء قريش على سائر العرب لمعنيين: أحدهما: الحنو على الولد والتهمم بأمره وحسن تربيته واللطافة به.

                                                                                                                                                                                                                              ثانيهما: حفظ ذات اليد وعون الزوج على دهره، وبهما تفضل المرأة عند الله وعند رسوله. وكذلك يروى عن عمر أنه مدح المرأة التي تعين على الدهر ولا تعين الدهر عليك وقال الحسن في تفسير هذا الحديث: الحانية: التي لا تتزوج ولها ولد، وهو من الحنو والعطف والشفقة.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 49 ] وعند أهل اللغة كما قال ابن التين: هي التي تقيم على ولدها، فلا تتزوج، يقال: حنت تحنو، وأحنى يحني، وحنى يحنى إذا أشفق، فإن تزوجت فليست بحانية "وأرعاه" من الرعاية.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية