الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              1128 [ ص: 250 ] (باب الصلاة في الرحال في المطر)

                                                                                                                              ومثله في النووي .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 205، 206 جـ5 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [ (عن ابن عمر) (أنه نادى بالصلاة في ليلة ذات برد، وريح، ومطر، فقال في آخر ندائه: ألا صلوا في رحالكم، ألا صلوا في الرحال، ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر المؤذن إذا كانت ليلة باردة، أو ذات مطر، في السفر. أن يقول: ألا صلوا في رحالكم ) .]

                                                                                                                              وفي رواية: ( ليصل من شاء منكم في رحله) .

                                                                                                                              وفي حديث ابن عباس: - رضي الله عنهما -: ( "أنه قال لمؤذنه في يوم مطير: إذا قلت: أشهد أن محمدا رسول الله؛ فلا تقل: حي على الصلاة، قل: صلوا في بيوتكم. [ ص: 251 ] قال: فكأن الناس استنكروا ذلك. فقال: أتعجبون من ذا؟! فقد فعل هذا من هو خير مني، إن الجمعة عزمة، وإني كرهت أن أحرجكم فتمشوا في الطين والدحض ) .

                                                                                                                              وفي لفظ: "الزلل والدحض".

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              "والزلل، والزلق، والردغ". كله بمعنى واحد.

                                                                                                                              وروي: "رزغ". وهو بمعنى: "الردغ". وقيل: هو المطر الذي يبل وجه الأرض.

                                                                                                                              وفي رواية: "فعله من هو خير مني". يعني: رسول الله صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                              هذا الحديث، دليل على تخفيف أمر الجماعة في المطر ونحوه من الأعذار، وأنها متأكدة إذا لم يكن عذر.

                                                                                                                              وأنها مشروعة لمن تكلف الإتيان إليها، وتحمل المشقة. لقوله في الرواية الثانية: (ليصل من شاء في رحله) .

                                                                                                                              وأنها مشروعة في السفر، وأن الأذان مشروع فيه.

                                                                                                                              وفي حديث ابن عباس أن يقول: ( ألا صلوا في رحالكم) ، في نفس الأذان.

                                                                                                                              [ ص: 252 ] وفي حديث ابن عمر : أنه قال في آخر ندائه.

                                                                                                                              والأمران جائزان. نص عليهما الشافعي في الأم، فيجوز بعد الأذان، وفي أثنائه، لثبوت السنة فيهما.

                                                                                                                              ولا منافاة بينه وبين حديث الباب؛ لأن هذا جرى في وقت، وذلك في وقت. وكلاهما صحيح.

                                                                                                                              قال أهل اللغة: " الرحال ": المنازل. سواء كانت من حجر، أو مدر وخشب، أو شعر وصوف ووبر، وغيرها. "واحدها": رحل.




                                                                                                                              الخدمات العلمية