الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              1496 (باب في التعوذ عند رؤية الريح والغيم والفرح بالمطر)

                                                                                                                              وهو في النووي في الكتاب المتقدم.

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 196 ج6 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن عائشة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال: "اللهم إني أسألك خيرها، وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به، قالت: وإذا تخيلت السماء تغير لونه وخرج ودخل وأقبل وأدبر، فإذا مطرت سري عنه. فعرفت ذلك في وجهه. قالت عائشة: فسألته. فقال: لعله يا عائشة! كما قال قوم عاد: فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا .]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن عائشة، رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال: "اللهم! إني أسألك خيرها، وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به. وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به". قالت: وإذا تخيلت السماء تغير لونه) .

                                                                                                                              [ ص: 280 ] قال أبو عبيد، وغيره: "تخيلت " من " المخيلة " بفتح الميم. وهي: سحابة فيها رعد، وبرق، يخيل إليه أنها ماطرة. ويقال: "أخالت"، إذا تغيمت.

                                                                                                                              (وخرج، ودخل. وأقبل وأدبر) .

                                                                                                                              وفي رواية أخرى: (إذا كان يوم الريح والغيم، عرف ذلك في وجهه، وأقبل وأدبر. فإذا مطرت سري عنه) .

                                                                                                                              (فعرفت ذلك عائشة ) فسألته، فقال: "لعله يا عائشة ! كما قال قوم عاد: فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم، قالوا هذا عارض ممطرنا .

                                                                                                                              وفي رواية: (فإذا مرت سري) به، وذهب عنه ذلك. قالت عائشة : فسألته، فقال: "إني خشيت أن يكون عذابا، سلط على أمتي".

                                                                                                                              ويقول إذا رأى المطر: "رحمة".

                                                                                                                              وفي أخرى: (أنها قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعا ضاحكا، حتى أرى منه لهواته. إنما كان يتبسم. قالت: وكان إذا رأى غيما، [ ص: 281 ] أو ريحا، عرف ذلك في وجهه. فقالت: يا رسول الله! أرى الناس إذا رأوا الغيم فرحوا. رجاء أن يكون فيه المطر. وأراك إذا رأيته، عرفت في وجهك الكراهية؟ قالت؛ قال: "يا عائشة ! ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب؟ قد عذب قوم بالريح. وقد رأى قوم العذاب، قالوا: هذا عارض ممطرنا) .

                                                                                                                              وفي هذه الروايات: دلالة على ترجمة الباب واضحة. والمعنى ظاهر.




                                                                                                                              الخدمات العلمية