الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          أ ل هـ : ( أله ) يأله بالفتح فيهما ( إلاهة ) أي عبد . ومنه قرأ ابن عباس رضي الله عنهما " ويذرك و ( إلاهتك ) " بكسر الهمزة أي وعبادتك وكان يقول إن فرعون كان يعبد . ومنه قولنا الله وأصله ( إلاه ) على [ ص: 21 ] فعال بمعنى مفعول لأنه مألوه أي معبود كقولنا إمام بمعنى مؤتم به ، فلما أدخلت عليه الألف واللام حذفت الهمزة تخفيفا لكثرته في الكلام ولو كانتا عوضا منهما لما اجتمعتا مع المعوض في قولهم ( الإله ) وقطعت الهمزة في النداء للزومها تفخيما لهذا الاسم . وسمعت أبا علي النحوي يقول : إن الألف واللام عوض . قال : ويدل على ذلك استجازتهم لقطع الهمزة الموصولة الداخلة على لام التعريف في القسم والنداء ، وذلك قولهم : أفألله لتفعلن ، ويا ألله اغفر لي . ألا ترى أنها لو كانت غير عوض لم تثبت كما لم تثبت في غير هذا الاسم . قال : ولا يجوز أن يكون للزوم الحرف لأن ذلك يوجب أن تقطع همزة الذي والتي ولا يجوز أيضا أن يكون لأنها همزة مفتوحة وإن كانت موصولة كما لم يجز في : ايم الله وايمن الله ، التي هي همزة وصل وهي مفتوحة . قال : ولا يجوز أيضا أن يكون ذلك لكثرة الاستعمال لأن ذلك يوجب أن تقطع الهمزة أيضا في غير هذا مما يكثر استعمالهم له فعلمنا أن ذلك لمعنى اختصت به ليس في غيرها ولا شيء أولى بذلك المعنى من أن يكون المعوض من الحرف المحذوف الذي هو الفاء . وجوز سيبويه أن يكون أصله لاها على ما نذكره بعد إن شاء الله تعالى . و ( إلاهة ) اسم للشمس غير مصروف بلا ألف ولام ، وربما صرفوه وأدخلوا فيه الألف واللام فقالوا : الإلاهة وأنشدني أبو علي :


                                                          وأعجلنا الإلاهة أن تئوبا

                                                          وله نظائر في دخول لام التعريف وسقوطها . من ذلك نسر والنسر اسم صنم ، وكأنهم سموها إلاهة لتعظيمهم لها وعبادتهم إياها و ( الآلهة ) الأصنام سموا بذلك لاعتقادهم أن العبادة تحق لها وأسماؤهم تتبع اعتقاداتهم لا ما عليه الشيء في نفسه . و ( التأليه ) التعبيد و ( التأله ) التنسك والتعبد وتقول : ( أله ) أي تحير وبابه طرب وأصله وله يوله ولها .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية