الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وهو الذي أرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته وأنزلنا من السماء ماء طهورا لنحيي به بلدة ميتا ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا ولقد صرفناه بينهم ليذكروا فأبى أكثر الناس إلا كفورا

                                                                                                                                                                                                                                        (48 -49) أي: هو وحده الذي رحم عباده وأدر عليهم رزقه بأن أرسل الرياح مبشرات بين يدي رحمته وهو المطر، فثار بها السحاب وتألف، وصار كسفا، وألقحته وأدرته بإذن آمرها والمتصرف فيها؛ ليقع استبشار العباد بالمطر قبل نزوله، وليستعدوا له قبل أن يفاجئهم دفعة واحدة، وأنزلنا من السماء ماء طهورا يطهر من الحدث والخبث، ويطهر من الغش والأدناس، وفيه بركة من بركته أنه أنزله ليحيي به بلدة ميتا، فتختلف أصناف النوابت والأشجار فيها مما يأكل الناس والأنعام ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا أي: نسقيكموه أنتم وأنعامكم، أليس الذي أرسل الرياح المبشرات وجعلها في عملها متنوعات، وأنزل [ ص: 1202 ] من السماء ماء طهورا مباركا، فيه رزق العباد ورزق بهائمهم هو الذي يستحق أن يعبد وحده ولا يشرك معه غيره؟

                                                                                                                                                                                                                                        (50) ولما ذكر تعالى هذه الآيات العيانية المشاهدة، وصرفها للعباد ليعرفوه ويشكروه ويذكروه مع ذلك أبى أكثر الخلق إلا كفورا؛ لفساد أخلاقهم وطبائعهم.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية