الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وقوله تعالى : وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه بل له ما في السماوات والأرض قال أبو بكر : فيه دلالة على أن ملك الإنسان لا يبقى على ولده ؛ لأنه [ ص: 81 ] نفى الولد بإثبات الملك بقوله تعالى : بل له ما في السماوات والأرض يعني ملكه وليس بولده ؛ وهو نظير قوله : وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا فاقتضى ذلك عتق ولده عليه إذا ملكه وقد حكم النبي صلى الله عليه وسلم بمثل ذلك في الوالد إذا ملكه ولده ، فقال صلى الله عليه وسلم : لا يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه فدلت الآية على عتق الولد إذا ملكه أبوه ، واقتضى خبر النبي صلى الله عليه وسلم عتق الوالد إذا ملكه ولده وقال بعض الجهال : إذا ملك أباه لم يعتق عليه حتى يعتقه لقوله : " فيشتريه فيعتقه " وهذا يقتضي عتقا مستأنفا بعد الملك فجهل حكم اللفظ في اللغة والعرف جميعا ؛ لأن المعقول منه فيشتريه فيعتقه بالشرى ؛ إذ قد أفاد أن شراه موجب لعتقه ؛ وهذا كقول النبي صلى الله عليه وسلم : الناس غاديان : فبائع نفسه فموبقها ، ومشتر نفسه فمعتقها يريد أنه معتقها بالشرى لا باستئناف عتق بعده .

التالي السابق


الخدمات العلمية