الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

الانتباه لما قال الحاكم ولم يخرجاه

محمد بن محمود بن إبراهيم عطية

صفحة جزء
4861 254 - 3 \ 174 (4808) قال: حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق وعلي بن حمشاد قالا: ثنا بشر بن موسى، ثنا الحميدي ، ثنا سفيان ، ثنا أبو موسى قال: سمعت الحسن يقول: استقبل الحسن بن علي معاوية بكتائب أمثال الجبال، فقال عمرو بن العاص : والله إني لأرى كتائب لا تولى أو تقتل أقرانها، فقال معاوية وكان خير الرجلين: أرأيت إن قتل هؤلاء هؤلاء؟ من لي بدمائهم؟ من لي بأمورهم؟ من لي بنسائهم؟ قال: فبعث معاوية عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس. قال سفيان : وكانت له صحبة، فصالح الحسن معاوية وسلم الأمر له، وبايعه بالخلافة على شروط ووثائق، وحمل معاوية إلى الحسن مالا عظيما، يقال: خمس مائة ألف ألف درهم. وذلك في جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين، وإنما كان ولي قبل أن يسلم الأمر لمعاوية سبعة أشهر وأحد عشر يوما. ا.هـ. وسكت عنه هو والذهبي [ ص: 268 ] .

التالي السابق


قلت: رواه البخاري بأبسط من هذا دون قول سفيان (2704) كتاب (الصلح) باب (قول النبي - صلى الله عليه وسلم - للحسن بن علي رضي الله عنهما: ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين، وقوله جل ذكره: فأصلحوا بينهما قال: حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا سفيان ، عن أبي موسى قال: سمعت الحسن يقول: استقبل والله الحسن بن علي معاوية بكتائب أمثال الجبال، فقال عمرو بن العاص : إني لأرى كتائب لا تولي حتى تقتل أقرانها، فقال له معاوية وكان والله خير الرجلين: أي عمرو ، إن قتل هؤلاء هؤلاء وهؤلاء هؤلاء؟ من لي بأمور الناس؟ من لي بنسائهم؟ من لي بضيعتهم؟ فبعث إليه رجلين من قريش: من بني عبد شمس عبد الرحمن بن سمرة وعبد الله بن عامر بن كريز، فقال: اذهبا إلى هذا الرجل فاعرضا عليه، وقولا له، واطلبا إليه. فأتياه فدخلا عليه فتكلما وقالا له فطلبا إليه، فقال لهما الحسن بن علي : إنا بنو عبد المطلب قد أصبنا من هذا المال، وإن هذه الأمة قد عاثت في دمائها، قالا: فإنه يعرض عليك كذا وكذا، ويطلب إليك ويسألك، قال: فمن لي بهذا؟ قالا: نحن لك به. فما سألهما شيئا إلا قالا: نحن لك به. فصالحه، فقال الحسن: ولقد سمعت أبا بكرة يقول: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر والحسن بن علي إلى جنبه، وهو يقبل على الناس مرة، وعليه أخرى، ويقول: إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين. قال أبو عبد الله : قال لي علي بن عبد الله : إنما ثبت لنا سماع الحسن من أبي بكرة بهذا الحديث. ثم رواه مختصرا (7109) كتاب (الفتن) باب (قول النبي - صلى الله عليه وسلم - للحسن بن علي: إن ابني هذا لسيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين). قال: حدثنا علي بن عبد الله ، حدثنا سفيان ، حدثنا إسرائيل أبو موسى ولقيته بالكوفة، وجاء إلى ابن شبرمة فقال: أدخلني على عيسى فأعظه، فكأن ابن شبرمة خاف عليه فلم يفعل، قال: حدثنا الحسن قال: لما سار الحسن بن علي رضي الله عنهما إلى معاوية بالكتائب، قال عمرو بن العاص لمعاوية : أرى كتيبة لا تولي حتى تدبر أخراها، قال معاوية : من لذراري المسلمين، فقال: أنا، فقال عبد الله بن عامر [ ص: 269 ] وعبد الرحمن بن سمرة : نلقاه فنقول له الصلح، قال الحسن: ولقد سمعت أبا بكرة قال: بينا النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب جاء الحسن فقال النبي - صلى الله عليه وسلم: ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين.




الخدمات العلمية