الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        6481 حدثنا عبد الرحمن بن المبارك حدثنا حماد بن زيد حدثنا أيوب ويونس عن الحسن عن الأحنف بن قيس قال ذهبت لأنصر هذا الرجل فلقيني أبو بكرة فقال أين تريد قلت أنصر هذا الرجل قال ارجع فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار قلت يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول قال إنه كان حريصا على قتل صاحبه

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( حدثنا أيوب ) هو السختياني ، ويونس هو ابن عبيد البصري ، والحسن البصري .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( عن الأحنف ) هو ابن قيس .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( لأنصر هذا الرجل ) هو علي بن أبي طالب ، وكان الأحنف تخلف عنه في وقعة الجمل .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( إذا التقى المسلمان بسيفيهما ) بالتثنية ، وفي رواية الكشميهني بالإفراد .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( في النار ) أي إن أنفذ الله عليهما ذلك لأنهما فعلا فعلا يستحقان أن يعذبا من أجله ، وقوله : " إنه كان حريصا على قتل صاحبه " احتج به الباقلاني ومن تبعه على أن من عزم على المعصية يأثم ولو لم يفعلها ، وأجاب من خالفه بأن هذا شرع في الفعل والاختلاف فيمن هم مجردا ثم صمم ولم يفعل شيئا هل يأثم ، وقد تقدم شرحه مستوفى في شرح حديث : " من هم بحسنة ومن هم بسيئة " في كتاب الرقاق .

                                                                                                                                                                                                        وقال الخطابي : هذا الوعيد لمن قاتل على عداوة دنيوية أو طلب ملك مثلا ، فأما من قاتل أهل البغي أو دفع الصائل فقتل [ ص: 206 ] فلا يدخل في هذا الوعيد لأنه مأذون له في القتال شرعا ، وسيأتي شرح هذا الحديث في كتاب الفتن أيضا إن شاء الله تعالى .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية