الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        17427 - وأما قوله وسئل مالك ، عن الرجل يلقاه الرجل بين الصفا والمروة ، فيقف معه يحدثه ؟ فقال : لا أحب له ذلك " .

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        17428 - قال : إن العلماء يكرهون الكلام بغير ذكر الله في الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة إلا فيما لا بد منه ; لأنه موضع ذكر ودعاء .

                                                                                                                        17429 - والكلام بين الصفا والمروة عندهم أخف ، فمن تكلم وتحدث لم يفسد ذلك طوافه ولا سعيه عند الجميع .

                                                                                                                        17430 - عبد الرزاق ، عن الثوري ، عن منصور ، عن أبي وائل ، عن مسروق ، أن ابن مسعود قال حين سعى للوادي : " اللهم اغفر وارحم ، وأنت الأعز الأكرم .

                                                                                                                        17431 - وعن محمد بن مسلم الطائفي ، عن إبراهيم بن ميسرة ، عن مجاهد أنه سمع ابن عمر وهو يرمل بين الصفا والمروة وهو يقول : اللهم اغفر وارحم وأنت العزيز الأرحم .

                                                                                                                        17432 - روى سفيان ، عن زكريا بن أبي زائدة ، عن الشعبي ، عن وهب بن الأجدع : كان عمر بن الخطاب يعلم الناس يقول : إذا قدم أحدكم حاجا أو معتمرا فليطف بالبيت سبعا ، ويصلي خلف المقام ركعتين ، ثم يأتي الصفا فيصعد عليها . [ ص: 225 ] فيكبر سبع تكبيرات ، بين كل تكبيرتين حمد لله وثناء عليه وصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - ويسأله لنفسه ، وعلى المروة مثل ذلك .

                                                                                                                        17433 - وعن مسعر ، عن قراض ، عن الشعبي ، عن وهب بن الأجدع مثله .

                                                                                                                        17434 - قال عبد الرزاق : وأخبرنا ابن أبي رواد ، عن نافع ، عن ابن عمر أنه كان كثيرا ما يقول بين الصفا والمروة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، لا إله إلا الله .

                                                                                                                        17435 - ومن رواية ابن جريج ، وأيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر .

                                                                                                                        17436 - أنه كان يقول : إذا نزل على الصفا والمروة : اللهم واستعملني لسنة نبيك ، وتوفني على ملته ، وأجرني من مضلات الفتن ، واعصمني بدينك وطاعتك وطاعة رسولك وجنبني معاصيك ، واجعلني ممن يحبك ويحب ملائكتك ورسلك وعبادك الصالحين ، وحببني إلى ملائكتك وعبادك الصالحين ، اللهم واجعلني من أئمة المتقين ، واجعلني من ورثة جنة النعيم ، ولا تخزني يوم يبعثون .

                                                                                                                        17436 م - قال أبو عمر : هو موضع ذكر ودعاء ، وليس فيه شيء موقت ; فليدع المؤمن بما شاء لدين ولا يتعدى في الدعاء إلى ما لا ينبغي ، وبالله التوفيق .




                                                                                                                        الخدمات العلمية