الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1096 - وحدثنا أبو محمد بن صاعد ، قال : حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، وزهير بن محمد ، - واللفظ لزهير - قالا : حدثنا عبد الرحمن بن المبارك قال : حدثنا الصعق بن حزن ، عن علي بن الحكم ، عن عثمان بن عمير ، عن أبي [ ص: 1608 ] وائل ، عن ابن مسعود ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إني لقائم يومئذ المقام المحمود . ." قال : فقال منافق لشاب من الأنصار : سله ؛ ما المقام المحمود ؟ فسأله قال : "يوم ينزل الله تبارك وتعالى على كرسيه يئط به كما يئط الرحل الجديد وهو كسعة ما بين السماء والأرض ، ويجاء بكم عراة حفاة ، فيكون أول من يكسى إبراهيم عليه السلام ، يقول الله عز وجل : اكسوا خليلي ، فيؤتى بربطتين بيضاوين من رياط الجنة ، ثم أكسى على أثره ، فأقوم عن يمين الله عز وجل مقاما محمودا ، يغبطني به الأولون والآخرون ، ويسير لي نهر من الكوثر إلى حوضي . قال : يقول المنافق : لم أسمع كاليوم قط لقل ما جرى نهر إلا على حالة في رضراض ، فسله فيم يجري النهر ؟ فقال : "في حالة من المسك ورضراض" . قال : يقول المنافق : لم أسمع كاليوم قط لقل ما يجري نهر قط إلا كان له نبات قال الأنصاري : يا رسول الله ! هل لذلك النهر نبات ؟ قال : "نعم" ، قال : وما هو ؟ قال : "قضبان الذهب" ، قال : فسله هل لتلك القضبان ثمر ؟ قال : "نعم . اللؤلؤ والجوهر" ، قال : فسله عن شراب الحوض قال الأنصاري : يا رسول الله فما شراب الحوض ؟ قال : "أشد بياضا من اللبن وأحلا من العسل ، من سقاه الله عز وجل منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا ، ومن حرمه [ ص: 1609 ] لم يرو بعدها أبدا" .

التالي السابق


الخدمات العلمية