الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1197 - حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب ، قال : ثنا يحيى بن سليم ، قال : حدثنا جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن عبد الله بن جعفر الطيار رضي الله عنه قال : ولينا أبو بكر رحمه الله فخير خليفة أرحمه بنا وأحناه علينا .

قال محمد بن الحسين رحمه الله :

فإن قال قائل : فقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : كانت بيعة أبي بكر فلتة ، وقى الله شرها .

قيل له : إن كنت ممن يعقل فاعلم أن هذا مدح لبيعة أبي بكر رضي الله عنه ، وليس هو ذما لها يا جاهل .

فإن قال : كيف ؟ [ ص: 1732 ]

قيل له : لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم ، ودفن اجتمعت الأنصار في سقيفة بني ساعدة ، فمضى إليهم أبو بكر ومعه عمر رضي الله عنهما ، وخشي أن يحدثوا شيئا لا يستدرك سريعا ، فكلمهم بما يحسن ، ويجمل من الكلام ، ووعظهم ، فقال منهم قائل : منا أمير ومنكم أمير .

قال محمد بن الحسين رحمه الله : فلو تم هذا لكان فيه بلاء عظيم ، واختلفت الكلمة ؛ لأنه لا يجوز أن يكونا خليفتين في وقت واحد ، فقام عمر رضي الله عنه بتوفيق الله الكريم له فقال : لئن أقدم فتضرب عنقي أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر ، ثم قال لأبي بكر : مد يدك أبايعك ، فمد يده فبايعه ، فعلمت الأنصار وجميع المهاجرين أن الحق فيما فعله عمر ، فبايعه الجميع طائعين غير مكرهين لم يختلفوا عليه ، وجاء علي بن أبي طالب فبايعه ، وجاء الزبير فبايعه ، وجاء بنو هاشم فبايعوه ، فقول عمر رضي الله عنه : كانت بيعة أبي بكر فلتة . . . ." يعني : افتلتت من أن يكون للشيطان فيها نصيب ، لم يسفك فيها دم ، ولم يختلف عليه الناس ، فهذا مدح لها ليس بذم يا من يطلب الفتنة اعقل إن كنت تعقل .

التالي السابق


الخدمات العلمية