الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1216 - وحدثنا ابن عبد الحميد ، قال : حدثنا أبو يحيى العطار ، قال : حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق ، . . . وذكر الحديث بإسناده مثله .

قال محمد بن الحسين رحمه الله :

فهذا مذهبنا في علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، أنه الخليفة الرابع كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : "الخلافة ثلاثون سنة" .

وقد روي عن حذيفة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : "وإن وليتموها أبا بكر فزاهد في الدنيا ، راغب في الآخرة ، وإن وليتموها عمر فقوي أمين ، لا تأخذه في الله لومة لائم ، وإن وليتموها عليا فهاد مهدي ، يقيمكم على طريق مستقيم" .

قال محمد بن الحسين رحمه الله :

كما قال حذيفة : لم يزل علي رضي الله عنه منذ نشأ مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن قبض النبي صلى الله عليه وسلم على الطريق المستقيم ، ثم بايع لأبي بكر رضي الله عنه فكان على الطريق المستقيم ، فلما قبض أبو بكر رضي الله عنه بايع عمر رضي الله عنهما فكان معه على الطريق المستقيم ، فلما قبض عمر رضي الله عنه بايع عثمان بن عفان رضي الله عنه فكان معه على الطريق المستقيم ، فلما قتل عثمان رضي الله عنه ظلما برأه الله من قتله ، وكان قتله عنده ظلما مبينا ، ثم ولي الخلافة بعدهم رضي الله عنه ، فكان والحمد لله على الطريق المستقيم ، متبعا لكتاب الله عز وجل ، متبعا لسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، متبعا لأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله [ ص: 1762 ] عنهم ، لم يغير من سنتهم ، ولم يزل زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة ، متواضعا في نفسه ، رفيعا عند الله عز وجل وعند المؤمنين حتى قتل شهيدا ، لعن الله قاتله وأخزاه في الدنيا والآخرة .

التالي السابق


الخدمات العلمية