الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
109 - باب ذكر بيعة الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم على الإسلام بمكة وتصديقهم إياه

1139 - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن صالح البخاري ، قال : حدثنا ابن أبي عمر العدني ، وإسحاق - يعني ابن إبراهيم - المروزي ، قالا : حدثنا يحيى بن سليم ، عن ابن خثيم ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري .

[ ص: 1659 ] 1140 - وحدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، قال : حدثنا خلف بن هشام البزار ، قال : حدثنا داود بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن خثيم ، عن أبي الزبير محمد بن مسلم ، أنه حدثه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لبث عشر سنين يتبع الحاج في منازلهم في الموسم وبمجنة وعكاظ ، ومنازلهم من منى فيقول : "من يؤويني وينصرني حتى أبلغ رسالات ربي ، وله الجنة" فلا يجد أحدا ينصره ، ولا يؤويه ، حتى إن الرجل ليرحل من مصر أو من اليمن إلى ذي رحمه ، فيأتيه قومه فيقولون له : احذر غلام قريش لا يفتنك ، ويمشي بين رحالهم يدعوهم إلى الله عز وجل ، فيشيرون إليه بالأصابع حتى بعثنا الله عز وجل من يثرب ، فيأتيه الرجل منا فيؤمن به ، ويقرئه القرآن ، فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه ، حتى لم يبق دار من دور يثرب إلا فيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام ، وبعثنا الله إليه فأتمرنا واجتمعنا سبعون رجلا منا ، فقلنا : حتى متى نذر رسول الله صلى الله عليه وسلم يطرد في جبال مكة ويخاف ؟ فرحلنا حتى قدمنا عليه في الموسم ، فواعدنا شعب العقبة ، فقال عمه العباس رحمه الله : يا ابن أخي ، لا أدري ما هؤلاء القوم الذين جاؤوك ؟ إني ذو معرفة بأهل يثرب ، واجتمعنا عنده من رجل ورجلين ، فلما نظر العباس في وجوهنا قال : هؤلاء قوم لا نعرفهم ، هؤلاء أحداث ، قلنا : يا رسول الله علام نبايعك ؟ قال : "تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل ، وعلى النفقة في العسر واليسر ، والأمر بالمعروف والنهي عن [ ص: 1660 ] المنكر ، وعلى أن تقولوا في الله لا تأخذكم فيه لومة لائم ، وعلى أن تنصروني إذا قدمت إليكم ، وتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ، ولكم الجنة" . فقمنا نبايعه ، فأخذ بيده أسعد بن زرارة وهو أصغر السبعين إلا أنا ، فقال : رويدا يا أهل يثرب ، إنا لم نضرب إليه أكباد المطي إلا ونعلم أنه رسول الله ، وإن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة ، وقتل خياركم ، وأن تعضكم السيوف ، فإما أنتم قوم تصبرون عليها إذا مستكم ، وعلى قتل خياركم ، ومفارقة العرب كافة ، فخذوه وأجركم على الله عز وجل ، وإما أنتم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه ، فهو أعذر لكم عند الله عز وجل ، قالوا : يا أسعد ، أمط عنا يدك ، فوالله لا نذر هذه البيعة ولا نستقيلها ، فقمنا إليه رجلا رجلا ، فأخذ علينا شرطه العباس ، ويعطينا على ذلك الجنة .

1141 - وحدثنا أبو أحمد هارون بن يوسف ، قال : حدثنا ابن أبي عمر ، قال حدثني يحيى بن سليم ، عن ابن خثيم ، عن أبي الزبير ، عن جابر - وذكر الحديث ، بطوله مثله .

التالي السابق


الخدمات العلمية