الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء

409 . والشك في الأخذ أكان وحده أو مع سواه ؟ فاعتبار الوحده      410 . محتمل لكن رأى القطان
الجمع فيما أوهم الإنسان      411 . في شيخه ما قال والوحدة قد
اختار في ذا البيهقي واعتمد

[ ص: 404 ]

التالي السابق


[ ص: 404 ] إذا شك الراوي هل كان وحده حالة التحمل فيقول في الأداء : حدثني ، أو كان معه غيره ، فيقول : حدثنا ؟ ! فيحتمل أن يقال : يؤدى بلفظ من سمع وحده; لأن الأصل عدم غيره . أما إذا شك في تحمله هل هو من قبيل : أخبرنا ، أو أخبرني ؟ فقد جمعها ابن الصلاح مع مسألة الشك هل هو من قبيل : حدثنا ، أو حدثني ؟ ! وأنه يحتمل أن يقول : أخبرني; لأن عدم غيره هو الأصل . وفيه نظر; لأن قبيل أخبرني أن يكون هو الذي قرأ بنفسه على الشيخ على ما ذكره ابن الصلاح ، وعلى هذا فهو يتحقق سماع نفسه ، ويشك هل قرأ بنفسه أم لا ؟ والأصل : أنه لم يقرأ . وقد حكى الخطيب في “ الكفاية “ عن البرقاني : أنه ربما شك في الحديث هل قرأه هو أو قرئ وهو يسمع فيقول فيه : قرأنا على فلان ؟ ! وهذا حسن فإن إفراد الضمير يقتضي قراءته بنفسه ، وجمعه يمكن حمله على قراءة بعض من حضر لسماع الحديث ، بل لو [ ص: 405 ] تحقق أن الذي قرأ غيره فلا بأس أن يقول : قرأنا . قاله أحمد بن صالح حين سئل عنه . وقال النفيلي : قرأنا على مالك ، وإنما قرئ على مالك ، وهو يسمع .

وأما مسألة الشك هل هو من قبيل : حدثنا أو حدثني ، فقد رأى يحيى بن سعيد القطان : الإتيان بضمير الجمع حدثنا في مسألة تشبهها ، وهي إذا شك في لفظ شيخه ، هل قال : حدثني أو حدثنا ؟ ومقتضاه هنا أن يقول : حدثنا ، وكأن وجهه : أن حدثني أكمل مرتبة فيقتصر في حالة الشك على الناقص ، وقد اختار البيهقي - بعد حكايته كلام ابن القطان - : أنه يوحد فيقول : حدثني . وقولي : ( فيما أوهم ) ، أي : شك ، ومنه حديث أبي سعيد الخدري : "إذا أوهم أحدكم في صلاته فلم يدر أزاد أو نقص ، . . . " الحديث . وقال ثعلب : أوهم : ترك . وهذا لا يمشي في هذا الحديث ، وحكى صاحب المحكم عن ابن الأعرابي ، قال : أوهم ووهم سواء ، وأنشد :

[ ص: 406 ]

فإن أخطأت أو أوهمت شيئا فقد يهم المصافي بالحبيب



وقال : قوله : ( شيئا ) منصوب على المصدر .




الخدمات العلمية