الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              1740 [ ص: 634 ] (باب لو كان لابن آدم واديان من مال، لابتغى واديا ثالثا)

                                                                                                                              وذكره النووي في: (باب كراهة الحرص على الدنيا) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 139 - 140 ج7 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن أبي حرب بن أبي الأسود، ، عن أبيه، قال: بعث أبو موسى الأشعري إلى قراء أهل البصرة، فدخل عليه ثلاث مائة رجل قد قرءوا القرآن، فقال: أنتم خيار أهل البصرة وقراؤهم. فاتلوه، ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم، كما قست قلوب من كان قبلكم. وإنا كنا نقرأ سورة، كنا نشبهها في الطول والشدة (ببراءة) فأنسيتها غير أني قد حفظت منها لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب وكنا نقرأ سورة كنا نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها غير أني حفظت منها: يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ، فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة " ] [ ص: 635 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 635 ] (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي الأسود، قال: بعث أبو موسى الأشعري إلى قراء أهل البصرة، فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرأوا القرآن، فقال: أنتم خيار أهل البصرة وقراؤهم. فاتلوه ولا يطول عليكم الأمد، فتقسو قلوبكم. كما قست قلوب من كان قبلكم، وإنا كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة " ببراءة " فأنسيتها، غير أني قد حفظت منها: "لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب".)

                                                                                                                              وفي رواية: "لو كان لابن آدم واد من ذهب، أحب أن له واديا آخر".

                                                                                                                              ولن يملأ فاه إلا التراب، والله يتوب على من تاب".


                                                                                                                              وفي أخرى: "ويتوب الله على من تاب".

                                                                                                                              وفي أخرى: "ولا يملأ نفس ابن آدم إلا التراب".

                                                                                                                              وفي هذا: ذم الحرص على الدنيا، وحب المكاثرة بها، والرغبة فيها.

                                                                                                                              وفيه: أن ابن آدم لا يزال حريصا على الدنيا، حتى يموت ويمتلئ جوفه من تراب قبره.

                                                                                                                              قال النووي : هذا الحديث خرج على حكم غالب بني آدم، في الحرص على الدنيا.

                                                                                                                              [ ص: 636 ] ويؤيده قوله صلى الله عليه وآله وسلم: " ويتوب الله على من تاب ". وهو متعلق بما قبله.

                                                                                                                              ومعناه: أن الله يقبل التوبة من الحرص المذموم، وغيره من المذمومات.

                                                                                                                              (وكنا نقرأ سورة، كنا نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها، غير أني) قد (حفظت منها: يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون .

                                                                                                                              فتكتب شهادة في أعناقكم، فتسألون عنها يوم القيامة.)




                                                                                                                              الخدمات العلمية