الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      527 حدثنا محمد بن المثنى حدثني محمد بن جهضم حدثنا إسمعيل بن جعفر عن عمارة بن غزية عن حبيب بن عبد الرحمن بن إساف عن حفص بن عاصم بن عمر عن أبيه عن جده عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا قال المؤذن الله أكبر الله أكبر فقال أحدكم الله أكبر الله أكبر فإذا قال أشهد أن لا إله إلا الله قال أشهد أن لا إله إلا الله فإذا قال أشهد أن محمدا رسول الله قال أشهد أن محمدا رسول الله ثم قال حي على الصلاة قال لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال حي على الفلاح قال لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال الله أكبر الله أكبر قال الله أكبر الله أكبر ثم قال لا إله إلا الله قال لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنة

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( عن أبيه ) أي لحفص وهو عاصم ( عن جده ) أي لحفص ( عمر بن الخطاب ) هو بدل من الجد ( إذا قال المؤذن ) شرطية جزاؤها دخل الجنة ( قال ) أي [ ص: 172 ] المجيب ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) أي لا حيلة في الخلاص عن موانع الطاعة ولا حركة على أدائها إلا بتوفيقه تعالى ( ثم قال لا إله إلا الله ) أي المؤذن ( قال ) أي المجيب ( لا إله إلا الله من قلبه ) قيل للأخير أو للكل وهو الأظهر ( دخل الجنة ) قال الطيبي : وإنما وضع الماضي موضع المستقبل لتحقق الموعود ، وهو على حد قوله : أتى أمر الله ، ونادى أصحاب الجنة والمراد أنه يدخل مع الناجين ، وإلا فكل مؤمن لا بد له من دخولها وإن سبقه عذاب بحسب جرمه إذا لم يعف عنه ، إلا إن قال ذلك بلسانه مع اعتقاده بقلبه . قاله في المرقاة . والحديث يدل على أنه يجيب السامع كل كلمة بعد فراغ المؤذن ولا ينتظر فراغه من كل الأذان ، وعلى أنه يقول السامع بدل الحيعلتين : لا حول ولا قوة إلا بالله ، وإنما أفرد النبي صلى الله عليه وسلم الشهادتين والحيعلتين في هذا الحديث مع أن كل نوع منها مثنى لقصد الاختصار . وقال النووي : كل نوع من هذا مثنى كما هو المشروع ، فاختصر صلى الله عليه وسلم من كل نوع شطره تنبيها على باقيه . انتهى . قال المنذري : والحديث أخرجه مسلم والنسائي .

                                                                      باب ما يقول إذا سمع الإقامة




                                                                      الخدمات العلمية