الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                      2714 أخبرنا عبدة بن عبد الله الصفار قال حدثنا أبو داود يعني الحفري عن سفيان عن عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال مات رجل فقال النبي صلى الله عليه وسلم اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثيابه ولا تخمروا وجهه ورأسه فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا

                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                      2714 ( ولا تخمروا وجهه ورأسه ) قال النووي : أما تخمير الرأس في حق المحرم الحي فمجمع على تحريمه ، وأما وجهه فقال مالك وأبو حنيفة : هو كرأسه , وخالف الشافعي والجمهور وقالوا : لا إحرام في وجهه بل له تغطيته ، وإنما يجب كشف الوجه في حق المرأة ; وأما الميت فمذهب الشافعي وموافقيه أنه يحرم تغطية رأسه دون وجهه كما في الحياة ، ويتأول هذا الحديث على أن النهي عن تغطية وجهه ليس لكونه وجها إنما هو صيانة للرأس ، فإنهم لو غطوا وجهه لم يؤمن أن يغطوا رأسه ، ولا بد من تأويله ؛ لأن مالكا وأبا حنيفة وموافقيهما يقولون : لا يمنع من ستر رأس الميت ، والشافعي وموافقوه يقولون : يباح ستر الوجه ، فتعين تأويل الحديث

                                                                                                      [ ص: 145 ] ( فإنه يبعث يوم القيامة يلبي ) قال النووي : معناه على الهيئة التي مات عليها ومعه علامة لحجه ، وهي دلالة لفضيلته كما يجيء الشهيد يوم القيامة وأوداجه تشخب دما

                                                                                                      [ ص: 146 ]



                                                                                                      الخدمات العلمية