الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            8935 [ ص: 182 ] وعن سالم بن عبيد - وكان من أصحاب الصفة - قال : أغمي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مرضه فأفاق فقال : " حضرت الصلاة ؟ " قلنا : نعم . قال : " مروا بلالا فليؤذن ، ومروا أبا بكر فليصل بالناس " . فقالت عائشة - رضي الله عنها - : إن أبي رجل أسيف ، فلو أمرت غيره فليصل بالناس . ثم أغمي عليه فأفاق فقال : " هل حضرت الصلاة ؟ " قلت : نعم . قال : مروا بلالا فليؤذن ، ومروا أبا بكر فليصل بالناس " . فقالت عائشة - رضي الله عنها - : إن أبي رجل أسيف ، فلو أمرت غيره فليصل بالناس .

                                                                                            ثم أغمي عليه فأفاق فقال : " أقيمت الصلاة ؟ " قلنا : نعم . قال : " ائتوني بإنسان أعتمد عليه " . فجاءه بريدة وإنسان آخر ، فاعتمد عليهما فأتى المسجد فدخله وأبو بكر - رضي الله عنه - يصلي بالناس ، فذهب أبو بكر يتنحى فمنعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأجلس إلى جنب أبي بكر حتى فرغ من صلاته ، فقبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال عمر : لا أسمع أحدا يقول مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا ضربته بالسيف .

                                                                                            فأخذ أبو بكر بذراعي فاعتمد علي ، وقام يمشي حتى جئنا فقال : أوسعوا فأوسعوا له ، فأكب عليه ومسه قال : إنك ميت وإنهم ميتون . قالوا : يا صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال : نعم . فعلموا أنه كما قال ، قالوا : يا صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنصلي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال : نعم . [ قالوا : كيف نصلي عليه ؟ قال ] يدخل قوم فيكبرون ويدعون ويصلون ، ثم ينصرفون ويجئ آخرون حتى يفرغوا .

                                                                                            قالوا : يا صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أيدفن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال : نعم . قالوا : وأين يدفن ؟ قال : حيث قبض فإن الله - تبارك وتعالى - لم يقبضه إلا في بقعة طيبة ، فعلموا أنه كما قال ، ثم قام فقال : عندكم صاحبكم ، فأمرهم يغسلونه ثم خرج ، واجتمع المهاجرون يتشاورون ، فقالوا : انطلقوا إلى إخواننا من الأنصار ، فإن لهم في هذا الأمر نصيبا فانطلقوا فقال رجل من الأنصار : منا أمير ، ومنكم أمير ، فأخذ عمر - رضي الله عنه - بيد أبي بكر فقال : أخبروني من له هذه الثلاث ؟ ثاني اثنين إذ هما في الغار ) [ من هما ؟ ] ( إذ يقول لصاحبه لا تحزن ) من صاحبه ؟ ( إن الله معنا ) ، فأخذ بيد أبي بكر فضرب عليها ، وقال للناس : بايعوه فبايعوه بيعة [ ص: 183 ] حسنة جميلة
                                                                                            .

                                                                                            قلت : روى ابن ماجه بعضه .

                                                                                            رواه الطبراني ورجاله ثقات .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية