الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            8124 - وعن أبي القموص زيد بن علي قال : حدثني أحد [ ص: 60 ] الوفد الذين وفدوا من عبد القيس قال : وأهدينا له فيما يهدى نوطا ، أو قربة من تعضوض أو برني فقال : " ما هذا ؟ " فقلنا : هذه هدية . وأحسبه نظر إلى تمرة منها فأعادها مكانها وقال : " أبلغوها آل محمد " قال : فسأله القوم عن أشياء حتى سألوه عن الشراب، فقال : " لا تشربوا في دباء ، ولا حنتم ، ولا نقير ، ولا مزفت ، اشربوا في الحلال الموكئ عليه " . قال له قائلنا : يا رسول الله ما يدريك ما الدباء والحنتم والنقير والمزفت ؟ قال : " أنا لا أدري ماهيه ! ! أي هجر أعز " . قلنا : المشقر قال : " فوالله لقد دخلتها وأخذت إقليدها " .

                                                                                            قال : وكنت نسيت من حديثه شيئا ، فأذكرنيه عبيد الله بن جروة . قال : " وقفت على عين الزارة " ثم قال : " اللهم اغفر لعبد القيس إذ أسلموا طائعين ، غير كارهين ، غير خزايا ، ولا موتورين " ، إذ بعض قومنا لا يسلموا حتى يخزوا ويوتروا ، قال : وابتهل وجهه هاهنا من القبلة - [يعني : عن يمين القبلة] - حتى استقبل القبلة . [ثم يدعو لعبد القيس ثم] قال : " إن خير [ أهل ] المشرق عبد القيس " .

                                                                                            قلت : روى أبو داود منه طرفا في الأوعية .

                                                                                            رواه أحمد ورجاله ثقات .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية