الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ينالها الثواب بالنية ولا تغني عن الحج عنها إن تركت مالاً

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيممرحبا بإخوتي في الاسلام ,إنني المهندس اماد عبدالحكيم من شمال العراق أود أن أسال سؤالي وأتمنى من الباري عز و جل أن يسهل عليكم سؤالي هذا وأن أجد جوابا منكم:لقد كان في نية والدتي التي كانت تبلغ 55 سنة من العمر حج بيت الله الحرام هذا العام مع والدي ,حيث قام والدي قبل حوالي شهر بتسجيل اسمها و اسمه لدى الشركة التي تقوم باجراء اللازم(الموافقات الحكوميه,النقل,....),ولكن وافاها الاجل في 29/7/2002 ,أسألكم يا إخوتي هل هذه النية هي بمثابة الحج لها أم لا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فنسأل الله لوالدتك المغفرة وأن يتقبلها قبولاً حسناً، أما بخصوص سؤالك فلا شك أن الإنسان إذا نوى فعل الخير ولم يتمكن من فعله، فإنه يحصل له بذلك مثوبة من الله تعالى لقوله صلى الله عليه وسلم " إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك، فمن همَّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة " رواه البخاري ومسلم من حديث ابن عباس.
ففي هذا الحديث بشارة عظيمة لمن كان في مثل حالة أمك من النية، والتصميم على الطاعة، والأخذ في الأسباب الموصلة إلى ذلك. ومع هذا فإذا كانت تركت مالاً يفي بتكاليف الحج فيجب على أوليائها أن يحجوا عنها، أو يستأجروا من يحج عنها، لقوله صلى الله عليه وسلم للمرأة التي قالت له: إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت أفاحج عنها؟ قال: " نعم حجي عنها، أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته؟ اقضوا الله فالله أحق بالوفاء " رواه البخاري.
والخلاصة أن هذه المرأة - إن شاء الله تعالى - لها من الأجر بقدر نية عزمها وتصميمها على أداء هذه الفريضة، وإذا كانت تركت مالاً فعلى أوليائها أن يقوموا بأداء فريضة الحج عنها .
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني