الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التحاور مع من يهاجم الصحابة الكرام رضوان الله عليهم

السؤال

عندي مشكلة وهي أن لي صاحبا ليس سنيا ، وفي نيتي أن أقنعه لكي يكون سنيا وأغير تفكيره لأنه وبصراحة يهاجم الصحابة . فهل يمكن أن أعرف أحسن الطرق في النفاش معه والتأثير عليه، هو متقبل للنقاش بصدر رحب، أرجو الإفادة لكي أغير وجهة نظره لأنه يهمني كثيرا . ولكم الشكر والعرفان.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الذي يهاجم الصحابة أو يسبهم أو يقلل من شأنهم لا حظ له في الإسلام، ويجب عليك أن تبين له أن هذا العمل من أكبر الكبائر وأعظم الجرائم، ويجب على صاحبه أن يكف عنه ويبادر بالتوبة النصوح إلى الله تعالى.

وينبغي أن يكون ذلك بالرفق واللين والموعظة الحسنة، فلعل ذلك لجهله أو لتأثير البيئة التي عاش فيها عليه.

فإذا تاب إلى الله تعالى ورجع عن غيه جازت مصاحبته.. أما إذا تمادى في غيه ومهاجمته لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تفد فيه النصيحة فالواجب عليك هجرانه، فقد قال الله تعالى: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللهَ جَامِعُ المُنَافِقِينَ وَالكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا {النساء:140} فالصحابة الكرام هم أفضل خلق الله بعد الأنبياء، وقد اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه ورباهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على عينه، ومن نسب إليهم ما لا يليق فقد اتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتقصير أو نسبه للفشل وعدم النجاح في مهمته.

وقد تواترت نصوص الوحي من القرآن والسنة على رضى الله تعالى عنهم ورضى رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله سبحانه وتعالى لا يرضى عن الفاسقين ولا عن الظالمين..

فبرضى الله تعالى عنهم ورضى رسول الله صلى الله عليه وسلم تنتفي عنهم كل صفات الذم التي يلصقها بهم أهل الأهواء والبدع بهتانا وزورا.

فعلى من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا أن يعتقد أن الله تعالى لا يرضى عن القوم الفاسقين، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم نجح في مهمته التي بعثه الله تعالى من أجلها وهي تعليم جيل من أتباعه وتربيته على المنهج الصحيح حتى ينقلوا دين الله الحق الخاتم إلى الأجيال التي تأتي بعدهم فينقلونه إلى من بعدهم حتى يرث الله الأرض ومن عليها، فقد امتن الله تعالى على عباده المؤمنين ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وبين أن مهمته هي التعليم والتربية والتزكية......

فقال الله تعالى: لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى المُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ {آل عمران:164}

وقد قام صلى الله عليه وسلم بهذه المهمة خير قيام فكانت ثمرة تعليمه وتربيته هي ذلك الجيل الفريد الذي لم يشهد التاريخ له مثيلا من أصحابه صلى الله عليه وسلم، وهذا ما ينبغي أن يعتقده كل مسلم، وعليك أن تبينه لصاحبك بالحكمة والموعظة الحسنة.

وللمزيد نرجو أن تطلع على الفتويين: 2429، 29281.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني