الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أريد نبذة تاريخية عن عبد الله ناصح علوان تاريخ ولادته إلى وفاته؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فعبد الله ناصح علوان قد ولد -رحمه الله- في حي قاضي عسكر بمدينة حلب سنة 1928م في أسرة متدينة معروفة بالتقى والصلاح ونسبها الطاهر، حيث يرجع نسب عائلته إلى علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-.

وتربى في ظل والده الصالح الشيخ سعيد علوان -رحمه الله- وكان الناس في حلب وغيرها يقصدون الشيخ سعيدا طلبا للتداوي؛ فقد كان طبيبا وصيدليا يداوي الناس بالأعشاب والمراهم، وكان لسانه لا يهدأ عن ذكر الله وقراءة القرآن، وكان يدعو ربه أن يجعل من أبنائه العالم الحكيم والطبيب المسلم، وقد أجاب الله دعاءه.

عندما انتهى من المرحلة الابتدائية وجهه والده عام 1943م إلى دراسة العلم الشرعي في الثانوية الشرعية وكانت تعرف في ذلك الوقت بـ(الخسروية) نسبة إلى بانيها خسرو باشا، وكان يقوم بالتدريس في تلك المدرسة علماء قل نظيرهم في ذلك الزمن ... علماء وهبوا حياتهم للعلم وأخلصوا في عملهم ومنهم: راغب الطباخ، أحمد الشماع، عبدالرحمن زين العابدين، ناجي أبو صالح، نجيب خياطة، عبد الله حماد، سعيد الإدلبي، أحمد عز الدين البيانوني، عيسى البيانوني، رحمهم الله جميعاً. وكان أساتذة المدرسة يعاملون طلابهم كأبناء وإخوة لهم.

نال شهادة الثانوية الشرعية في سنة 1949، وبتوجيه من والده سافر إلى مصر لاستكمال تحصيله في علوم الشريعة الإسلامية. شارك في الأزهر ونال شهادة كلية أصول الدين سنة 1952، ثم نال الماجستير سنة 1954، وفي مصر كان له نشاط إسلامي واسع وزيارات متبادلة مع كبار رجال الدعوة الإسلامية.

وقد حصل الشيخ -رحمه الله- على شهادة الدكتوراه بعد مدة من جامعة السند في باكستان، وكان موضوع الرسالة: (فقه الدعوة والداعية).

عمل الشيخ عبدالله منذ عام 1954م مدرساً لمادة التربية الإسلامية في ثانويات حلب؛ إذ لم تكن في مدينته كلية للعلوم الشرعية، فكان خير مرب للأجيال، غرس في طلابه حب الإسلام والعمل على نصرة شريعة الله في الأرض.

عرف منذ نشأته بالكرم فكان بيته موئلا لخلانه ولطلابه وللمحبين. وكان -رحمه الله- جريئًا في الحق، لا يخشى فيه لومة لائم.

توفي -رحمه الله- صباح يوم السبت الخامس من شهر محرم عام 1408ﻫ الموافق 29/8/1987م في جدة بمستشفى جامعة الملك عبد العزيز، وقد شيع جثمانه يوم الأحد في السادس من محرم الموافق الثلاثين من آب ونقل من جدة إلى مكة ودفن فيها بعد ما صُلي عليه في المسجد الحرام.

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني