الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            16145 - عن عطاء - مولى السائب بن يزيد - قال : رأيت مولاي : السائب بن يزيد لحيته بيضاء ، ورأسه أسود ، فقلت : يا مولاي ، ما لرأسك لا يبيض ؟ قال : لا يبيض رأسي أبدا ; وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مضى وأنا غلام ألعب مع الغلمان ، فسلم وأنا فيهم فرددت - عليه السلام - من بين الغلمان ، فدعاني فقال لي : " ما اسمك ؟ " . فقلت : السائب بن يزيد ابن أخت النمر ، فوضع يده على رأسي وقال : " بارك الله فيك " . فلا يبيض موضع يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبدا .

                                                                                            رواه الطبراني في الثلاثة ، إلا أنه قال في الكبير : كان وسط رأس السائب أسود وبقيته أبيض ، فقلت له : يا سيدي ، والله ما رأيت مثل رأسك هذا قط ! هذا أسود ، وهذا أبيض ! قال : أفلا أخبرك يا بني ؟ قلت : بلى قال : إني كنت مع صبيان نلعب ، فمر بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتعرضت له فسلمت عليه ، فقال : " وعليك ، من أنت ؟ " . قلت : أنا السائب بن يزيد أخو النمر بن قاسط ، فمسح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال : " بارك الله فيك " . قال : فلا والله لا يبيض أبدا ، ولا يزال هكذا أبدا .

                                                                                            ورجال الكبير رجال الصحيح غير عطاء مولى السائب ، وهو ثقة ، ورجال الصغير والأوسط ثقات .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية