الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
296 210 - (294) - (1 \ 42) عن صالح، قال ابن شهاب: فقال سالم: فسمعت عبد الله بن عمر، يقول: قال عمر: أرسلوا إلي طبيبا ينظر إلى جرحي هذا. قال: فأرسلوا إلى طبيب من العرب، فسقى عمر نبيذا فشبه النبيذ بالدم حين خرج من الطعنة التي تحت السرة، قال: فدعوت طبيبا آخر من الأنصار من بني معاوية، فسقاه لبنا، فخرج اللبن من الطعنة صلدا أبيض، فقال له الطبيب: يا أمير المؤمنين، اعهد. فقال عمر: صدقني أخو بني معاوية، ولو قلت غير ذلك كذبتك. قال: فبكى عليه القوم حين سمعوا ذلك، فقال: لا تبكوا علينا، من كان باكيا فليخرج، ألم تسمعوا ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: " يعذب الميت ببكاء أهله عليه ". فمن أجل ذلك كان عبد الله لا يقر أن يبكى عنده على هالك من ولده ولا غيرهم .

التالي السابق


* قوله: "أرسلوا إلي" : - بتشديد الياء - .

* "فأرسلوا إلى طبيب" : أي: أرسلوا رسولا إلى طبيب ليدعوه إلى عمر.

* "فسقي" : أي: فجاء ذلك الطبيب عند عمر فسقاه.

[ ص: 187 ] * "فشبه" : - بتشديد الباء - ; أي: فصار بحيث يشبه بالدم.

* "صلدا" : - بفتح فسكون - ; أي: خالصا.

* "اعهد" : أي: وص، أراد أنه من مقدمات الموت.

* "لا يقر" : من الإقرار; أي: لا يرضى.

* * *




الخدمات العلمية