الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      [ وتوفي فيها ] :

                                                                                      جهجاه بن قيس - وقيل : ابن سعيد - الغفاري ، مدني ، له صحبة ، شهد بيعة الرضوان ، وكان في غزوة المريسع أجيرا لعمر ، ووقع بينه وبين سنان الجهني ، فنادى : يا للمهاجرين : ونادى سنان : يا للأنصار .

                                                                                      وعن عطاء بن يسار ، عن جهجاه أنه هو الذي شرب حلاب سبع شياه قبل أن يسلم ، فلما أسلم لم يتم حلاب شاة .

                                                                                      وقال ابن عبد البر : هو الذي تناول العصا من يد عثمان رضي الله عنه وهو يخطب ، فكسرها على ركبته ، فوقعت فيها الآكلة ، وكانت عصا رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي بعد عثمان بسنة .

                                                                                      حابس بن سعد الطائي ، ولي قضاء حمص زمن عمر ، وكان أبو بكر قد وجهه إلى الشام [ ص: 276 ] وكان من العباد ، روى عنه : جبير بن نفير ، قتل يوم صفين مع معاوية .

                                                                                      ذو الكلاع الحميري ، اسمه السميفع ، ويقال : سميفع بن ناكور ، وقيل : اسمه أيفح ، كنيته أبو شرحبيل .

                                                                                      أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وقيل : له صحبة ، فروى ابن لهيعة ، عن كعب بن علقمة ، عن حسان بن كليب ، سمع ذا الكلاع يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " اتركوا الترك ما تركوكم " .

                                                                                      كان ذو الكلاع سيد قومه ، شهد يوم اليرموك ، وفتح دمشق ، وكان على ميمنة معاوية يوم صفين ، روى عن : عمر وغير واحد ، روى عنه : أبو أزهر بن سعيد ، وزامل بن عمرو ، وأبو نوح الحميري .

                                                                                      والدليل على أنه لم ير النبي صلى الله عليه وسلم ما روى إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس ، عن جرير ، قال : كنت باليمن ، فلقيت رجلين من أهل اليمن : ذا الكلاع ، وذا عمرو ، فجعلت أحدثهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبلا معي ، حتى إذا كنا في بعض الطريق ، رفع لنا ركب من قبل المدينة ، فسألناهم ، فقالوا : قبض النبي صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر . الحديث ، رواه مسلم .

                                                                                      وروى علوان بن داود ، عن رجل ، قال : بعثني أهلي بهدية إلى ذي الكلاع ، فلبثت على بابه حولا لا أصل إليه ، ثم إنه أشرف من القصر ، فلم يبق حوله أحد إلا سجد له ، فأمر بهديتي فقبلت ، ثم رأيته بعد في الإسلام ، وقد اشترى لحما بدرهم فسمطه على فرسه .

                                                                                      وروي أن ذا الكلاع لما قدم مكة كان يتلثم خشية أن يفتتن أحد [ ص: 277 ] بحسنه ، وكان عظيم الخطر عند معاوية ، وربما كان يعارض معاوية ، فيطيعه معاوية .

                                                                                      عبد الله بن بديل بن ورقاء بن عبد العزى الخزاعي ، كنيته أبو عمرو .

                                                                                      روى البخاري في تاريخه أنه ممن دخل على عثمان ، فطعن عثمان في ودجه ، وعلا التنوخي عثمان بالسيف .

                                                                                      أسلم مع أبيه قبل الفتح ، وشهد الفتح وما بعدها ، وكان شريفا وجليلا ، قتل هو وأخوه عبد الرحمن يوم صفين مع علي ، وكان على الرجالة .

                                                                                      قال الشعبي : كان على عبد الله يومئذ درعان وسيفان ، فأقبل يضرب أهل الشام حتى انتهى إلى معاوية ، فتكاثروا عليه فقتلوه ، فلما رآه معاوية صريعا قال : والله لو استطاعت نساء خزاعة لقاتلتنا فضلا عن رجالها .

                                                                                      عبد الله بن كعب المرادي ، من كبار عسكر علي ، قتل يوم صفين ، ويقال : إن له صحبة .

                                                                                      عبيد الله بن " أمير المؤمنين " عمر بن الخطاب القرشي العدوي المدني .

                                                                                      ولد في زمان النبي صلى الله عليه وسلم وسمع أباه ، وعثمان ، وأرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم ، كنيته أبو عيسى ، غزا في أيام أبيه ، وأمه أم كلثوم الخزاعية .

                                                                                      [ ص: 278 ] وعن أسلم ، أن عمر ضرب ابنه عبيد الله بالدرة ، وقال : أتكتني بأبي عيسى ، أوكان لعيسى أب ؟

                                                                                      وقد ذكرنا أن عبيد الله لما قتل عمر أخذ سيفه وشد على الهرمزان فقتله ، وقتل جفينة ، ولؤلؤة بنت أبي لؤلؤة ، فلما بويع عثمان هم بقتله ، ثم عفا عنه ، وكان قد أشار علي على عثمان بقتله ، فلما بويع ذهب عبيد الله هاربا منه إلى الشام ، وكان مقدم جيش معاوية يوم صفين ، فقتل يومئذ . ويقال : قتله عمار بن ياسر ، وقيل : رجل من همدان ورثاه بعضهم بقصيدة مليحة .

                                                                                      أبو فضالة الأنصاري ، بدري ، قتل مع علي يوم صفين ، انفرد بهذا القول محمد بن راشد ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، وليسا بحجة .

                                                                                      أبو عمرة الأنصاري بشير بن عمرو بن محصن الخزرجي النجاري ، وقيل اسم أبي عمرة : بشير ، وقيل : ثعلبة ، وقيل : عمرو .

                                                                                      بدري كبير ، له رواية في النسائي ، روى عنه : ابنه عبد الرحمن بن أبي عمرة ، ومحمد ابن الحنفية ، وقتل يوم صفين مع علي ، قاله ابن سعد .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية