الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وقال خيثمة أبو سعد ، وكان ابنه استشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم بدر : ( لقد أخطأتني وقعة بدر ، وكنت والله عليها حريصا ، حتى ساهمت ابني في الخروج ، فخرج سهمه ، فرزق الشهادة ، وقد رأيت البارحة ابني في النوم في أحسن صورة يسرح في ثمار الجنة وأنهارها ، ويقول : الحق بنا ترافقنا في الجنة ، فقد وجدت ما وعدني ربي حقا ، وقد والله يا رسول الله أصبحت مشتاقا إلى مرافقته في الجنة ، وقد كبرت سني ، ورق عظمي ، وأحببت لقاء ربي ، فادع الله يا رسول الله أن يرزقني الشهادة ، ومرافقة سعد في الجنة ، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك ، فقتل بأحد شهيدا ) .

وقال عبد الله بن جحش في ذلك اليوم : ( اللهم إني أقسم عليك أن ألقى [ ص: 187 ] العدو غدا فيقتلوني ، ثم يبقروا بطني ، ويجدعوا أنفي ، وأذني ، ثم تسألني : فيم ذلك فأقول فيك ) .

وكان عمرو بن الجموح أعرج شديد العرج ، وكان له أربعة بنين شباب ، يغزون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزا ، فلما توجه إلى أحد ، أراد أن يتوجه معه ، فقال له بنوه : إن الله قد جعل لك رخصة ، فلو قعدت ونحن نكفيك ، وقد وضع الله عنك الجهاد . فأتى عمرو بن الجموح رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال يا رسول الله : إن بني هؤلاء يمنعوني أن أخرج معك ، ووالله إني لأرجو أن أستشهد فأطأ بعرجتي هذه في الجنة ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أما أنت فقد وضع الله عنك الجهاد وقال لبنيه : " وما عليكم أن تدعوه ، لعل الله عز وجل أن يرزقه الشهادة ) ، فخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقتل يوم أحد شهيدا .

التالي السابق


الخدمات العلمية