الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة العاشرة : قوله : { المحصنات }

                                                                                                                                                                                                              قيل : هو وصف للنساء ، ولحق بهن الرجال ، واختلف في وجه إلحاق الرجال بهن ; فقيل بالقياس عليهن ; كما ألحق ذكور العبيد بإمائهم في تشطير الحد ; وهو مذهب شيخ السنة ، ومذهب لسان الأمة .

                                                                                                                                                                                                              وقال إمام الحرمين : ليس من باب القياس ; وإنما هو من باب كون الشيء في معنى الشيء قبل النظر إلى علته ، وجعل من هذا القبيل إلحاق الأمة بالعبد في قوله : " من [ ص: 344 ] أعتق شركا له في عبد [ فكان له من المال قدر ما يبلغ قيمته ] قوم عليه قيمة عدل " .

                                                                                                                                                                                                              فهذا إذا سمعه كل أحد علم أن الأمة كذلك قبل أن ينظر في وجه الجامع بينهما في الاشتراك في حكم السراية .

                                                                                                                                                                                                              وقيل : المراد بقوله : { المحصنات } الأنفس المحصنات . وهذا كلام من جهل القياس وفائدته ، وخفي عليه ، ولم يعلم كونه أصل الدين وقاعدته .

                                                                                                                                                                                                              والصحيح ما أشار إليه أبو الحسن والقاضي أبو بكر كما قدمنا عنهما ، من أنه قياس صريح صحيح . المسألة الحادية عشرة :

                                                                                                                                                                                                              قيل : نزلت هذه الآية في الذين رموا عائشة رضي الله عنها فلا جرم جلد النبي منهم من ثبت ذلك عليه .

                                                                                                                                                                                                              وقيل : نزلت في سائر نساء المسلمين ، وهو الصحيح .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية