الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة السادسة :

                                                                                                                                                                                                              إذا انتفى من الحمل كما قدمنا ، ووقع ذلك بشروطه لاعن قبل الوضع ; وبه قال الشافعي . [ ص: 355 ]

                                                                                                                                                                                                              وقال أبو حنيفة : لا يلاعن إلا بعد أن تضع ; لأنه يحتمل أن يكون ريحا أو داء من الأدواء .

                                                                                                                                                                                                              ودليلنا النص الصريح الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم لاعن قبل الوضع . وقال : { إن جاءت به كذا فهو لأبيه ، وإن جاءت به كذا فهو لفلان } فجاءت به على النعت المكروه ; فقال النبي صلى الله عليه وسلم : { لو كنت راجما أحدا بغير بينة لرجمتها } .

                                                                                                                                                                                                              فإن قيل : علم النبي صلى الله عليه وسلم حملها ; فذلك حكم باللعان ، والحاكم منا لا يعلم أحمل هو أم ريح ؟ قلنا : إذا جرت أحكام النبي صلى الله عليه وسلم على القضايا لم تحمل على الإطلاع على الغيب ; فإن الأحكام لم تبن عليه ، وإن كان به عليما ; وإنما البناء فيها على الظاهر الذي يشترك مع النبي صلى الله عليه وسلم فيه القضاة كلهم . وقد أعرب عن ذلك بقوله : { إنما أنا بشر ، وإنكم تختصمون إلي ، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض ، فأقضي له على نحو ما أسمع } . فأحال على الظواهر ; وهذا لا إشكال فيه .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية