الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ رجج ]

                                                          رجج : الرجاج ، بالفتح : المهازيل من الناس ، والإبل والغنم ، قال القلاخ بن حزن :


                                                          قد بكرت محوة بالعجاج فدمرت بقية الرجاج



                                                          محوة : اسم علم لريح الجنوب . والعجاج : الغبار . ودمرت : أهلكت . ونعجة رجاجة : مهزولة والإبل رجراج ، وناس رجراج : ضعفاء لا عقول لهم . الأزهري في أثناء كلامه على هملج ، وأنشد :


                                                          أعطى خليلي نعجة هملاجا     رجاجة إن لها رجاجا



                                                          قال : الرجاجة الضعيفة التي لا نقي لها ، ورجال رجاج : ضعفاء . التهذيب : الرجاج الضعفاء من الناس والإبل ، وأنشد :


                                                          أقبلن من نير ومن سواج     بالقوم قد ملوا من الإدلاج
                                                          يمشون أفواجا إلى أفواج     مشي الفراريج مع الدجاج
                                                          فهم رجاج وعلى رجاج



                                                          أي : ضعفوا من السير وضعفت رواحلهم . ورجرجة الناس : الذين لا خير فيهم . والرجرجة : شرار الناس . وفي حديث الحسن أنه ذكر يزيد بن المهلب ، فقال : نصب قصبا علق فيها خرقا ، فاتبعه رجرجة من الناس ، شمر : يعني رذال الناس ورعاعهم الذين لا عقول لهم ، يقال : رجراجة من الناس ورجرجة . الكلابي : الرجرجة من القوم : الذين لا عقل لهم . وفي حديث عمر بن عبد العزيز : الناس رجاج بعد هذا الشيخ ، يعني ميمون بن مهران ، هم رعاع الناس وجهالهم . ويقال للأحمق : إن قلبك لكثير الرجرجة ، وفلان كثير الرجرجة أي : كثير البزاق . والرجرجة : الجماعة الكثيرة في الحرب . والرجاجة : عريسة الأسد . ورجة القوم : اختلاط أصواتهم ، ورجة الرعد : صوته . والرج : التحريك رجه يرجه رجا : حركه وزلزله فارتج ، ورجرجه فترجرج . والرج : تحريكك شيئا كحائط إذا حركته ، ومنه الرجرجة . قال الله تعالى : إذا رجت الأرض رجا معنى رجت : حركت حركة شديدة وزلزلت . والرجرجة : الاضطراب . وارتج البحر وغيره : اضطرب ، وفي الحديث : من ركب البحر حين يرتج فقد برئت منه الذمة ، يعني إذا اضطربت أمواجه ، وهو افتعل من الرج وهو الحركة الشديدة ، ومنه إذا رجت الأرض رجا . وروي أرتج من الإرتاج الإغلاق ، فإن كان محفوظا ، فمعناه أغلق عن أن يركب ، وذلك عند كثرة أمواجه ، ومنه حديث النفخ في الصور : فترتج الأرض بأهلها أي : تضطرب ، ومنه حديث ابن المسيب : لما قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ارتجت مكة بصوت عال . وفي ترجمة رخخ : رخه شدخه ، قال ابن مقبل :


                                                          فلبده مس القطار ورخه     نعاج رواف قبل أن يتشددا



                                                          قال : ويروى ورجه - بالجيم - ومنه حديث علي - عليه السلام : وأما شيطان الردهة فقد لقيته بصعقة سمعت لها وجبة قلبه ورجة صدره ، وحديث ابن الزبير : جاء فرج الباب رجا شديدا أي : زعزعه وحركه . وقيل لابنة الخس : بم تعرفين لقاح ناقتك ؟ قالت : أرى العين هاج ، والسنام راج ، وتمشي وتفاج . وقال ابن دريد : وأراها تفاج ولا تبول مكان قوله : وتمشي وتفاج ، قالت : هاج فذكرت العين حملا لها على الطرف أو العضو ، وقد يجوز أن تكون احتملت ذلك للسجع . والرجج : الاضطراب . وناقة رجاء : مضطربة السنام ، وقيل : عظيمة السنام . وكتيبة رجراجة : تمخض في سيرها ولا تكاد تسير لكثرتها ، قال الأعشى :


                                                          ورجراجة تغشى النواظر فخمة     وكوم على أكنافهن الرحائل



                                                          وامرأة رجراجة : مرتجة الكفل يترجرج كفلها ولحمها . وترجرج الشيء إذا جاء وذهب . وثريدة رجراجة : ملينة مكتنزة . والرجرج : ما ارتج من شيء . التهذيب الارتجاج مطاوعة الرج . والرجرج والرجرجة - بالكسر : بقية الماء في الحوض ، قال هميان بن قحافة :


                                                          فأسأرت في الحوض حضجا حاضجا     قد عاد من أنفاسها رجارجا



                                                          الصحاح : والرجرجة - بالكسر - بقية الماء ، في الحوض ، الكدرة المختلطة بالطين . وفي حديث ابن مسعود : لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس كرجرجة الماء الخبيث الرجرجة - بكسر الراءين : بقية الماء الكدر في الحوض المختلطة بالطين ، ولا ينتفع بها قال أبو عبيد : الحديث يروى كرجراجة والمعروف في الكلام رجرجة ، والرجراجة : المرأة التي يترجرج كفلها . وكتيبة رجراجة : تموج من كثرتها ، قال ابن الأثير : فكأنه ، إن صحت الرواية ، قصد الرجرجة ، فجاء بوصفها ; لأنها طينة رقيقة تترجرج وفي حديث عبد الله بن مسعود : لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس كرجراجة الماء التي لا تطعم ، قال ابن سيده : حكاه أبو عبيد ، وإنما المعروف الرجرجة ، قال : ولم أسمع بالرجراجة في هذا المعنى إلا في هذا الحديث ، وفي رواية كرجرجة الماء الخبيث الذي لا يطعم . قال أبو عبيد : أما كلام العرب فرجرجة ، وهي بقية الماء في الحوض الكدرة المختلطة بالطين ، لا يمكن شربها ولا ينتفع بها ، وإنما تقول العرب الرجراجة للكتيبة التي [ ص: 103 ] تموج من كثرتها ; ومنه قيل : امرأة رجراجة يتحرك جسدها ، وليس هذا من الرجرجة في شيء . والرجرجة : الماء الذي قد خالطه اللعاب : والرجرج أيضا : اللعاب ; قال ابن مقبل يصف بقرة أكل السبع ولدها :


                                                          كاد اللعاع من الحوذان يسحطها     ورجرج بين لحييها خناطيل



                                                          وهذا البيت أورده الجوهري شاهدا على قوله : والرجرج أيضا نبت ، وأنشده . ومعنى يسحطها : يذبحها ويقتلها ، أي : لما رأت الذئب أكل ولدها ، غصت بما لا يغص بمثله لشدة حزنها . والخناطيل : القطع المتفرقة ، أي : لا تسيغ أكل الحوذان واللعاع مع نعومته . والرجرج : ماء القريس والرجرج : نعت الشيء الذي يترجرج وأنشد :


                                                          وكست المرط قطاة رجرجا



                                                          والرجرج : الثريد الملبق . والرجراج : شيء من الأدوية . الأصمعي وغيره : رجرجت الماء وردمته أي : نبثته . وارتج الكلام : التبس ، ذكره ابن سيده في هذه الترجمة ، قال : وأرض مرتجة كثيرة النبات .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية