حكم من عليه نذور كثيرة لم يف بها

0 120

السؤال

نذرت لله نذورا كثيرة، ولم أستطع أبدا الوفاء بها، فماذا أفعل؟ وهل علي ذنب؟
مثلا: نذرت أن لا أعصي الله أبدا، ونذرت أنه متى ما تذكرت الله أذكره كثيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن نذر أن يذكر الله متى ما ذكره فهذه طاعة يلزم الوفاء بها، ما دام المرء قادرا عليها، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه. رواه البخاري.

وقد كره المالكية الإقدام على هذا النوع من النذر خشية التفريط في الوفاء به، جاء في الشرح الكبير للدردير - تعليقا على قول خليل: (وكره المكرر) -: كنذر صوم كل خميس، أي: الإقدام عليه وإن كان قربة، لثقله عند فعله، فيكون إلى عدم الطاعة أقرب، ولخوف تفريطه في وفائه. اهـ.

والكثرة التي وردت في صيغة النذر يرجع فيها إلى نيتك عندما نذرت الذكر: فإن كنت قصدت عددا معينا لزمك، وإن لم تقصدي شيئا لزمك ما يسمى: "كثيرا" عرفا، والذكر أمره سهل - إن شاء الله - فهو لا يحتاج إلى طهارة ولا إلى هيئة معينة، بل يمكن للإنسان أن يذكر الله على كل حال قائما أو قاعدا أو مستلقيا أو في سيارته أو في السوق ... إلخ.

المهم: أنك كلما تذكرت الله -عز وجل- تذكرينه كثيرا.

وأما المثال الأول الذى ذكر - وهو أن السائلة نذرت أن لا تعصي الله أبدا -: فيدخل فيما يسمى: ( نذر الواجب )، وقد سبق بيان حكمه في الفتوى رقم: 131236.

والراجح: أنه لا ينعقد، ولا تلزم كفارة اليمين في حال عدم الوفاء به، وهذا رأي الجمهور، وانظري الفتاوى التالية أرقامها: 112019، 134662، 196143، 125080.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة