0 233

السؤال

كنت قد تعرضت لمصائب شديدة فنذرت إن زالت أن أذبح ابني بيدي بالسكين كما أذبح الشاة وفعلا زالت هذه الشدائد وأردت أن أفي بنذري فشحذت السكين لأذبح ابني غير أن أختي قالت لي إنه لا يجوز لي أن أفي بنذري وقصت لي قصة امرأة نذرت أن تذبح ابنها بيدها فقضي لها بالكفارة وعدم الوفاء لكن ماذا يترتب علي لو أصررت على الوفاء وأخذت ابني وذبحته بيدي وهذا ما أنويه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فجزاك الله خيرا وبارك في رجوعك لأهل العلم وسؤالهم في هذا الأمر الخطير وحرصك على إبراء ذمتك مما قد تعاقب عليه يوم القيامة. أما جواب سؤالك فاعلم أخي الكريم أن العلماء اتفقوا على حرمة الوفاء بنذر ذبح الولد؛ بل فعل ذلك من أكبر الكبائر وأعظم الذنوب لأنه قتل نفس بغير حق، وقد قال الله تعالى ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ) ولا وفاء بهذا النذر لأنه نذر محرم. وقد روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه ". وأما أمر الله تعالى لإبراهيم بذبح ولده فهو خاص به للابتلاء والاختبار، كما قال تعالى ( إن هذا لهو البلاء المبين* وفديناه بذبح عظيم ) ولا يتعداه إلى غيره. ولذا فالحذر الحذر من تنفيذ هذا النذر، وهو نذر لاغ لا يلزمك به شيء، وذهب طائفة من أهل العلم إلى أن عليك ذبح شاة كما فعل إبراهيم الخليل، وهو ما أفتى به ابن عباس رضي الله عنهما.
والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة