كشاف القناع عن متن الإقناع

البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

صفحة جزء
( كتاب الشهادات ) ( واحدها شهادة ) مشتقة من المشاهدة لأن الشاهد يخبر عما شاهده يقال شهد الشيء إذا دام قيل لمحضر الناس مشهد لمشاهدتهم فيه ما يحضرهم ومنه قوله تعالى { فمن شهد منكم الشهر فليصمه } أي علمه برؤية هلاله أو إخبار من رآه والأصل فيها الإجماع لقوله تعالى { واستشهدوا شهيدين من رجالكم } الآية وقوله { وأشهدوا ذوي عدل منكم } وقوله صلى الله عليه وسلم { شاهداك أو يمينه } ونحوه مما سبق مفصلا والحاجة داعية إليه لحصول التجاحد قال شريح القضاء جمر فنحه عنك بعودين يعني الشاهدين وإنما الخصم داء والشهود شفاء فأفرغ الشفاء على الداء ( تطلق ) الشهادة ( على التحمل و ) على ( الأداء ) لقوله تعالى { وأشهدوا إذا تبايعتم } .

وقال : { ولا تكتموا الشهادة } الآية وإنما خص القلب بالإثم لأنه موضع العلم بها ( وهي ) أي الشهادة ( حجة شرعية تظهر ) أي تبين ( الحق ) المدعى به ( ولا توجبه ) بل القاضي يوجبه بها ( وهي ) أي الشهادة ولو عطفه بالفاء لكان أنسب ( الإخبار بما علمه بلفظ خاص ) وهو أشهد أو شهدت بكذا .

التالي السابق


الخدمات العلمية