التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
وقوله: الذي أحسن كل شيء خلقه قيل: هو عموم في اللفظ، خصوص في المعنى، والمعنى: حسن خلق كل شيء [حسن.

وقيل: المعنى: أتقن كل شيء]، وأحكمه، روي معناه عن ابن عباس، ومجاهد.

وفتح اللام وإسكانها مذكوران في الإعراب.

وقوله: ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين : تقدم ذكر (السلالة)، و (المهين): الضعيف.

وقوله: وقالوا أإذا ضللنا في الأرض أإنا لفي خلق جديد معنى: {ضللنا}: هلكنا، عن مجاهد وغيره، وحقيقته: إذا غبنا في الأرض.

[ ص: 251 ] ومن قرأ {صللنا} ؛ بالصاد؛ فمعناه: تغيرنا، وأنتنا.

وقوله: ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربهم : جواب {لو} محذوف، حسب ما تقدم في نظائره.

وقوله: ربنا أبصرنا وسمعنا أي: يقولون: أبصرنا ما وعدتنا به الرسل، وسمعنا صدقهم.

وقوله: ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها أي: لو شئنا؛ لأريناهم ما يضطرهم إلى الإيمان.

وقوله: لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين يعني: بذنوبهم الموجبة لتعذيبهم.

وقوله: إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا : قال ابن عباس: أي: ركعا، وهذا على مذهب من يرى الركوع عند قراءة السجدة، واستدل عليه بقوله: وخر راكعا وأناب [ص: 24]، وقيل: المراد به: السجود، وعليه أكثر العلماء.

وقوله: تتجافى جنوبهم عن المضاجع : قال الحسن، ومالك، والأوزاعي: المعنى: يصلون في جوف الليل.

[ ص: 252 ] عطاء: المعنى: لا ينامون قبل العشاء حتى يصلوها.

أنس بن مالك: يصلون بين العشاءين.

وقوله: فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين : قال النبي صلى الله عليه وسلم: "قال الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، واقرؤوا إن شئتم: فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين .

وقال ابن سيرين: المراد به النظر إلى وجه الله تعالى.

وقوله: أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون : قيل: إنها نزلت في علي رضي الله عنه والوليد بن عقبة بن أبي معيط، قال لعلي رضي الله عنه: أنا أبسط منك لسانا وأحد سنانا، فقال علي: اسكت، فإنك فاسق، فنزلت الآيات الثلاث في ذلك.

التالي السابق


الخدمات العلمية