الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: الذي أحسن كل شيء خلقه قيل: هو عموم في اللفظ، خصوص في المعنى، والمعنى: حسن خلق كل شيء [حسن.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: المعنى: أتقن كل شيء]، وأحكمه، روي معناه عن ابن عباس، ومجاهد.

                                                                                                                                                                                                                                      وفتح اللام وإسكانها مذكوران في الإعراب.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين : تقدم ذكر (السلالة)، و (المهين): الضعيف.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وقالوا أإذا ضللنا في الأرض أإنا لفي خلق جديد معنى: {ضللنا}: هلكنا، عن مجاهد وغيره، وحقيقته: إذا غبنا في الأرض.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 251 ] ومن قرأ {صللنا} ؛ بالصاد؛ فمعناه: تغيرنا، وأنتنا.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربهم : جواب {لو} محذوف، حسب ما تقدم في نظائره.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ربنا أبصرنا وسمعنا أي: يقولون: أبصرنا ما وعدتنا به الرسل، وسمعنا صدقهم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها أي: لو شئنا؛ لأريناهم ما يضطرهم إلى الإيمان.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين يعني: بذنوبهم الموجبة لتعذيبهم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا : قال ابن عباس: أي: ركعا، وهذا على مذهب من يرى الركوع عند قراءة السجدة، واستدل عليه بقوله: وخر راكعا وأناب [ص: 24]، وقيل: المراد به: السجود، وعليه أكثر العلماء.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: تتجافى جنوبهم عن المضاجع : قال الحسن، ومالك، والأوزاعي: المعنى: يصلون في جوف الليل.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 252 ] عطاء: المعنى: لا ينامون قبل العشاء حتى يصلوها.

                                                                                                                                                                                                                                      أنس بن مالك: يصلون بين العشاءين.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين : قال النبي صلى الله عليه وسلم: "قال الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، واقرؤوا إن شئتم: فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال ابن سيرين: المراد به النظر إلى وجه الله تعالى.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون : قيل: إنها نزلت في علي رضي الله عنه والوليد بن عقبة بن أبي معيط، قال لعلي رضي الله عنه: أنا أبسط منك لسانا وأحد سنانا، فقال علي: اسكت، فإنك فاسق، فنزلت الآيات الثلاث في ذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية