الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القلق النفسي في سن المراهقة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري (15) سنة، أرسلت لكم قبل ذلك، وطلبتم مني رقم استشارتي، كي تقولوا لي هل يوجد علاج غير الدواء الطبي.

أريد أن أستشيركم أنني كلما رأيت أعراض مرض معين قلت: إن عندي هذا المرض، وأنا لا أستطيع الذهاب دائماً للمستشفى كي أعمل فحوصات طبية، وأنا أفكر كثيراً، وأقلق على الجميع، وحساسة بصورة غير طبيعية، وإذا أصاب إنسان بأي شيء أحزن من أجله وأتمنى لو أنه أصابني.

كما أشعر في بعض المرات أنني لست أنا، وأنني في عالم آخر، لا أعلم لماذا، وأشعر برجفة في الجسم.

لدي أيضاً انحراف في العمود الفقري، قال لي الطبيب ألا أحمل حقيبة المدرسة على ظهري، فهل يوجد حقيبة طبية أو ما شابه ذلك؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

لقد اطلعت على رسالاتك الثلاث السابقة، وفيما يخص العمود الفقري قد أفادك الدكتور / محمد حمودة، وهو من كبار الأطباء، أفادك إفادة جيدة وممتازة، وأرجو أن تأخذي بكل الإرشاد الذي ذكره لك.

فيما يخص الحالة النفسية البسيطة التي تمرين بها وهي المخاوف المرضية والقلق الذي تعانين منه، والذي جعلك تحسين كأنك لست في هذا العالم، أو أنك في عالم آخر، هذا كله ناتج من قلق نفسي بسيط، وهي أعراض طبيعية جداً في مثل عمرك.

أنت في عمر فيه الكثير من المتغيرات النفسية والمتغيرات الهرمونية والجسدية، وهذه مرحلة عارضة وسوف تسير الأمور -إن شاء الله تعالى- على خير.

كل الذي أريده منك هو أن تكوني أكثر ثقة في نفسك، وأن تتجاهلي هذه الأفكار السلبية، وأن تتعلمي أذكار الصباح والمساء، وأن تؤدي الصلاة في وقتها، وأن تعرفي أن كل شيء في هذه الدنيا هو بيد الله تعالى، ولن يصيبك إلا ما كتب الله لك، - وإن شاء الله - بالدعاء والذكر والتحصين سيزول عنك هذا الخوف.

أنصحك أيضاً أن تكوني حريصة جداً في الاستفادة من الوقت بصورة صحيحة، وأن لا تدعي للفراغ أي مجال؛ لأن الفراغ يجعل الإنسان يقلق ويوسوس وتأتيه أفكار تشاؤمية وأفكار سلبية، انشغلي بالقراءة ومشاهدة البرامج المفيدة، وتلاوة القرآن، والتواصل مع صديقاتك، هذا - إن شاء الله - يبعدك تماماً عن هذا الخوف المرضي الذي يأتيك، وأنصحك أن تكثري من زيارة المرضى في المستشفيات، وهذا أمر جيد جداً، وعليك بالدعاء لهم دائماً بالشفاء، هذا سيجعلك لا تخافين كثيراً من الأمراض.

أيتها الابنة الفاضلة: سيكون من الجيد أن تتناولي دواء بسيطاً جداً يناسب عمرك، وهو دواء معروف يساعد في زوال هذه المخاوف، والدواء يعرف باسم ( فافرين Faverin ) والاسم العلمي هو ( فلوفكسمين Fluvoxamine ) والجرعة المطلوبة في حالتك هي أن تتحصلي على الحبة التي تحتوي على (50) مليجراماً، تناولي نصفها ليلاً لمدة أربع ليالٍ، وبعد ذلك تناولي الجرعة كاملة أي (50) مليجراماً ليلاً واستمري عليها مدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك خفضيها إلى نصف حبة أي (25) مليجراماً ليلاً لمدة شهر ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذا هو الذي أنصحك به، وأرجو أن لا تنزعجي أبداً، وأسأل الله لك العافية والتوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً