الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من خجل وضعف ثقة، ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة بأول عمري، أعاني من خجل أوقات يكسر ما فيّ من ثقة! لدرجة أني أخجل من أن أقول شيئا, أخجل أتكلم, أخجل أشارك بأي موضوع, أخجل من أن يطرح علي أي سؤال!

مع أن الذي حولي يحبونني، يحمسونني، والبعض يشوفني، واثقة من نفسي، وأنا من ما بين هذا الشيء، وأوقات من الخجل أحس بحرارة جسمي ووجهي.

مع أني أحاول أدعم نفسي، لكن دائما ألاقي الخجل، هذا يكسرني!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تسنيم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أنا حقيقة أريدك أن تغيري هذا المفهوم، مفهوم أنك تعانين من خجل، وتستبدليه بمفهوم آخر، وهو مفهوم الحياء، اعتبري نفسك أنك شخص حيي - أي كثيرة الحياء- والحياء هو شعبة من الإيمان.

هذا استبدال فكري جيد ومفيد جدًّا، دراسات كثيرة أشارت الآن من يرى نفسه خجولاً عليه أن يعتبر أن ذلك نوع من الحياء، وليس نوعًا من الخجل المرتبط بالشخصية، والذي يقلل من كفاءتها، ويجعل الإنسان غير فعال، اعتبري هذا حياءً وليس خجلاً، هذا أمر مهم جدًّا.

الأمر الثاني هو: في كثير من الحالات التي توصف بأنها خجل يكون هنالك جانب ما نسميه بالخوف الاجتماعي، والرهاب الاجتماعي أصبح منتشرًا جدًّا في منطقتنا، خاصة وسط الشباب هذا يتم التخلص منه من خلال:

أولاً: أعرفي أنك في عمر فيه مقدرات كثيرة جدًّا، مقدرات نفسية، وجسدية ووجدانية وفكرية، فما الذي يجعلك تفتقدين القدرة على المواجهة المطلوبة؟

يجب أن تناقشي نفسك، أن تحاوري نفسك، وإن شاء الله تعالى سوف تصلين إلى هذه القناعة الإيجابية جدًّا.

ثانيًا: هنالك أمور إذا اتبعها الإنسان يستطيع أن يتخلص من هذه الأعراض، مثلاً ابدئي مع أهل بيتك - مع والدتك، مع والدك، مع إخوانك - كوني دائمًا مبادرة بالكلام الطيب، أحسني التحية والسلام عليهم، تبسمي في وجوههم، شاركي في أنشطة البيت، أبرزي نفسك من خلال هذه المهارات، هذا يساعدك للثقة في نفسك وبناء شخصيتك، وزوال هذا الخجل والخوف الاجتماعي.

ثالثًا: هنالك أوضاع مفيدة جدًّا للإنسان تزيل منه الخجل إذا طبع نفسه عليها، مثلاً المشاركة في الأنشطة الثقافية والخيرية النسوية هذا أمر مفيد، الذهاب إلى مراكز تحفيظ القرآن، والمشاركة فيها والالتزام بالتحفيظ، هذا يعطي الإنسان شعور بالأمان والطمأنينة ويجد نفسه يتفاعل بصورة تلقائية جدًّا، هذه هي الأسس الرئيسية التي أرى أنها سوف تفيدك جدًّا.

بقي بعد ذلك أن تحقري فكرة الخجل، وكما قلت لك استبدليها واعتبريها نوعا من الحياء، وفي نفس الوقت قومي بتطبيق الخطوات التأهيلية التي نصحتك بها، اعملي لنفسك جدولاً يوميًا، قولي: (سوف ألتقي بوالدتي، سوف ألتقي بأخي، سوف أناقش هذا الموضوع، سوف أتصل بصديقتي، وأثناء وجودي في المدرسة سوف أكون في الصف الأول، سوف أتابع المعلمة بدقة، سوف أقوم بالإجابة على الأسئلة).

اجعلي لنفسك ضوابط وبرامج ثابتة، هذه الخارطة التي يضعها الإنسان في ذهنه وينوي على تطبيقها تحسن الدافعية لديه من أجل التخلص من القلق والمخاوف.

النصيحة الأخيرة التي أود أن أوجها لك هو أنه توجد أدوية ممتازة، فعالة، قوية، سليمة، وأعتقد أن الدواء الذي يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات) ويعرف علميًا باسم (باروكستين) سوف يكون مفيدًا جدًّا لك، وهذا الدواء لا يتطلب أي وصفة طبية.

بعد أن تشرحي لوالدك الأمر وتستأذنيه في الحصول على هذا الدواء، ابدئي في تناوله بجرعة عشرة مليجرام (نصف حبة) تناوليها ليلاً بعد الأكل لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة، واستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضيها إلى نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول هذا الدواء.

بقي أن أنصحك بشيء آخر وهو أنه توجد تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، هذه جيدة، مفيدة، فاعلة جدًّا لامتصاص القلق والتوتر والمخاوف.

طبقي هذه التمارين، وللتدرب عليها يمكنك أن تتحصلي على CD أو كتيب أو شريط من أحد المكتبات، أو يمكنك الاطلاع على أحد المواقع على الإنترنت التي توضح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً