الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدم لخطبتي شاب وأنا مترددة وأخاف أن أندم، فما مشورتكم؟

السؤال

السلام عليكم.
جزاكم الله خيرا على هذا الموقع الرائع.

أنا جامعية وعمري 22 عاما، تقدم لخطبتي شاب جامعي عمره 26 عاما، خلوق ومحترم كما قالوا عنه، أما أنا أعلم عنه شيئا!

غير موظف، قالوا لي أنه رجل أعمال وأنه يريد الوظيفة، وأعلم أن عائلته غنية وظروفه المادية ميسوره، ولكن أهلي يخشون علي من هذا الزواج بحجة أننا لا نتوافق معهم في المستوى المادي فهم أغنياء ونحن مستوانا المادي متوسط.
وقالوا أن الوظيفة أساسية وشرط يجب توفره في الزوج.

أخاف كثيرا أن أوافق وأندم أو أرفض وأندم.
علماً أنه ما زال يتقدم لخطبتي غيره من نفس مستوانا الاجتماعي والمادي ولديهم وظائف رسمية.

فكرت كثيرا واستخرت كثيرا وما زلت مترددة وحائرة، فأنا أعلم أن الزواج أمر عظيم، أخشى أن أكون مذنبه بتفكيري المادي.

أرجو إرشادي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فائقة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك أختنا الفاضلة في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يوفقك لكل خير.

وبالنسبة لما سألت عنه فأقول بداية: إن الإسلام جعل ضابطين لا يحتار أحد ما دام ملتزما بها، وذلك في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه" فالعبرة أختي الفاضلة بالدين والخلق، فإذا كان الأخ المتقدم صاحب دين وخلق واقتنعت به فما عدا ذلك من أمور أمر ميسور، وليست الوظيفة الآن الحد الفاصل بين الزوج الصالح وغيره.

على أني أبشرك بأمر قد فعلتيه وهو الاستخارة، وفائدة الاستخارة أيتها الفاضلة أن الله يوفقك للخير، فإذا كان الخير في الزواج منه فالله سيسر الأمر لكما، وإن كان فيه الشر فالله سيصرفه عنك.

أتمنى عليك -إذا كان الأخ صاحب دين وخلق وتأكدتم من أكثر من مصدر عن طريق السؤال المتعدد الذي تطمئني معه إلى ذلك - أقول إن كان على ما ذكرت من دين وخلق، فلا تعترضي على شيء بل دعى الأمور تسير من دون تعرض لها، وثقي أن الله سيختار لك الخير.

كما أريد منك أن تكثري من النوافل، وأن تكثري من الدعاء لله عز وجل أن يرزقك الزوج الصالح، واعلمي أيتها الفاضلة أن من البداية إذا كانت وفق منهج الله وسنة نبيه أن الله سييسر لك الأمر إلى الخير.

على أن للأهل رؤية لابد أن تحترم فهم أكثر منك خبرة في الحياة وأكثر دراية بالمتقدم ويزيد من الاطمئنان إذا كان الحرص الأكثر منهم على الدين والخلق.

وختاما: نسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن ييسر لك الأمر وأن يرزقك الزوج الصالح.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً