السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي مسألة تؤرقني، وأرجو أن يتسع صدركم لها.
تقدّم لي شخص يُحسب على الدين والخلق، وهو من نفس مجالي، ويقول إنه مستعد لدعمي في مسيرتي التخصصية، ويترك لي حرية الاختيار بين العمل أو البقاء في المنزل، أفكارنا التربوية والمستقبلية متشابهة إلى حد كبير.
الزواج منه سينقلني إلى قارة أخرى، بعيدًا عن أهلي ودائرتي الداعمة، ولا أخفي عليكم أنني أعلم من نفسي عدم القدرة على تحمل أعباء الحياة بمفردي.
من خلال السؤال عنه، بدا لنا أنه شخص خلوق ومجتهد في عمله، وعندما أنظر للأمر بعقلانية، أجد فيه صفات لا يُرد صاحبها: طبيب، متدين، حافظ للقرآن، خلوق، متفهم، كريم، ويرى فيّ ما لا أراه في نفسي، كان هناك قبول مبدئي، وبعده بدأت فترة الخطبة.
لكن خلال هذه الفترة، لم أشعر بأي مشاعر تجاهه، وأشعر وكأنه يريد الزواج ليجد من يخدمه ويرعاه، وهذه الفكرة لا أطيقها، لا أعلم إن رفضته، هل سأجد شخصًا أحبه بنفس هذه المواصفات أم لا؟! فذلك في علم الغيب.
تعبت من التفكير، وأفكر أحيانًا أن أتزوج دون أن أحسبها كثيرًا، وإن لم يحصل توافق، أنسحب، فلن أخسر شيئًا، خصوصًا أنه يريد الإنجاب، وهو مناسب لي من ناحية إكمال التخصص؛ لأنه لا يوجد من يساعدني في البلد الذي يعيش فيه.
وبصراحة، هو إنسان ممتاز، لكنني لا أشعر برجولته، ولا أشعر أنه يجيد تدبير الأمور، ولا أثق برأيه وحكمته! بشكل عام: لا أعرف إن كنت مرتاحة لإتمام هذا الأمر، أم لا، والآن يخططون لعقد القِران، وأنا ما زلت غير مقتنعة تمامًا به، أستخير كل يوم، وما زلت غير متأكدة.
كيف أوازن بين عقلي وقلبي؟ أنا في العادة أرجّح العقل في قراراتي، لكن في هذا القرار أجد أن القلب لا يقل أهمية عن العقل، كيف أتأكد أن هذه الحياة ستناسبني؟ حياتي فيها الكثير من المتغيرات، وبدأت أفكر أنني غير مناسبة للزواج أصلًا، وأن الله خلقني لأخدم المجتمع بطريقة مختلفة، هذه الفكرة تُشعرني بالحزن؛ لأنني لا أستطيع أن أعيش وحيدة، وفي الوقت نفسه لا أريد زواجًا يُشعرني بالوحدة أكثر من الأُنس.
أرجوكم، أشيروا عليّ في كيفية اتخاذ هذا القرار، فأنا في حيرة من أمري.
فرّج الله همومكم، وجزاكم كل خير.